سورة الفاتحة
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ{1} الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ{2} الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ{3} مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ{4} إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ{5} اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ{6} صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ{7} .
آيـــة الكرسي
{اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ }البقرة255 .
حديث نبوي شريف
عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول(إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ مانوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه) متفق عليه .
سورة الإخلاص
{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ{1} اللَّهُ الصَّمَدُ{2} لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ{3} وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ{4} .
المعوذتين
سورة الفلق قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ{1} مِن شَرِّ مَا خَلَقَ{2} وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ{3} وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ{4} وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ{5} سورة الناس قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ{1} مَلِكِ النَّاسِ{2} إِلَهِ النَّاسِ{3} مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ{4} الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ{5} مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ{6} .
السبت، 1 يناير 2022
السبت، 13 مارس 2021
الجمعة، 8 يناير 2021
الأربعاء، 23 ديسمبر 2020
الجمعة، 30 ديسمبر 2016
الثلاثاء، 13 ديسمبر 2016
الأحد، 30 أكتوبر 2016
الخميس، 26 نوفمبر 2015
الثلاثاء، 24 نوفمبر 2015
الثلاثاء، 3 نوفمبر 2015
الثلاثاء، 27 أكتوبر 2015
السبت، 24 أكتوبر 2015
الجمعة، 23 أكتوبر 2015
الأربعاء، 21 أكتوبر 2015
الثلاثاء، 20 أكتوبر 2015
الاثنين، 19 أكتوبر 2015
الاثنين، 12 أكتوبر 2015
الخميس، 8 أكتوبر 2015
الاثنين، 5 أكتوبر 2015
الأحد، 4 أكتوبر 2015
الخميس، 1 أكتوبر 2015
الاثنين، 28 سبتمبر 2015
الأحد، 27 سبتمبر 2015
السبت، 26 سبتمبر 2015
الجمعة، 25 سبتمبر 2015
الاثنين، 14 سبتمبر 2015
السبت، 29 أغسطس 2015
الجمعة، 21 أغسطس 2015
الاثنين، 17 أغسطس 2015
الأحد، 21 يونيو 2015
الجمعة، 5 يونيو 2015
السبت، 11 فبراير 2012
كيف يفكر بشار الأسد؟
الجمعة، 10 فبراير 2012
رحيل إبراهيم الفقى صاحب "المفاتيح العشرة للنجاح"
السبت، 5 نوفمبر 2011
السبت، 1 أكتوبر 2011
السبت، 30 يوليو 2011
كيف تستعد لرمضان ؟
عادل بن عبد العزيز المحلاوي |
بسم الله الرحمن الرحيم لعلي قبل أن أبدأ الحديث هنا اتفق معك قارئ العزيز أن رمضان موسما غير عاديا لأهل التجارة مع الله تعالى , وذلك لعلمهم بفضيلة الشهر وعظيم مكانته , فهو شهر جليل وعظيم ينبغي التعامل معه بخصوصية تامة ففيه من الفضل ماهو معلوم . ومن نافلة القول ماهو معلوم لدى كل مسلم ومسلمة أن رمضان تضاعفُ فيه الحسنات , وفرصة جليلة لمحو الذنوب والخطايا . ولكن لماذا نخسره ونحن نعلم بعظيم مزاياه ,وعلو مكانته ؟ الأسباب كثيرة , ولكن لعلي أركز على ما أنا بصدد الحديث عنه وهو - أننا لانُحسن الإستعداد له - فلأجل ذا كانت هذه الكلمات . اعلم يارعاك الله أنه لايمكن لأحد أن يستفيد من الفرص المتاحة له إلا إذا كان مستعدا لها . ورمضان أعظم فرصة للمؤمن والمؤمنة فهو فرصة لكسب الحسنات بل ومضاعفتها . فرصة لتكفير السيئات . فرصة للفوز بعبادة ليلة - العبادة فيها تعدل عبادة أكثر من ثلاث وثمانين سنة - . فرصة لتطهير القلب من كل درن وسوء ليدخل على الملكوت العلي طاهراً نقيا .ً وباختصار العبارة - هو فرصة لمنتهى كل خير , وأن تجعل بينك وبين كل سوء خندقا واسعا - . فهل أدركت لماذا وجب علينا أن نستعد له ؟ ولعلي أيضا أذكرك بفضل الله عليك إذا بلغت هذا الشهر بما خصك به من هذا العطاء الذي - والله - لاتساويه كنوز الدنيا بأسرها كيف وغيرك تحت أطباق الثرى رهينا بعمله . ود لو صام مع الصائمين , وقام ومع القائمين , وتلى مع التالين , وتقرب لربه مع المتقربين , إذ بان له عظيم تلك القربات , ورفعة منزلة هاتيك الطاعات . أما الأمور التي نستعد بها لرمضان فهي كثيرة فمن ذلك : التوبة النصوح وكثرة الاستغفار جاء رجل إلى الحسن البصري - رحمه الله - وقال له يا أباسعيد : أجهز طهوري وأستعد لقيام الليل ولكني لا أقوم , ما سبب ذلك ؟ فقال له الحسن : قيدتك ذنوبك . نعم - الذنوب والمعاصي - سببٌ للحرمان من كل خير . كم نرى من التفريط وضياع الوقت وعدم استغلالنا لمواسم الخيرات كرمضان وغيره مع علمنا بفضلها , لاشك أن من الأسباب الرئيسية ان ذنوبنا قيدتنا , وحرمتنا هذا الخير . إن الطاعة شرف , والوقوف بين يدي الله منقبة , واغتنام موسم الخيرات غنيمة , يهبها الرحمن من رضي عليه من خلقه . كم ترى من طائعين في رمضان . فهذا يكثر من السجود والركوع , وذاك يحبس نفسه في بيوت الله عاكفاً على القراءة , وآخر يتابع أعمال البر من تجهيز سفر للصائمين ومعونة الفقراء والمساكين , في أعمال بر ذؤوبة لا تكاد تنقطع , فمن قربهم ومنحهم تلك الفرص وغيرهم يمضون الشهر بين اللعب والبطالة ؟ إنه التوفيق من الله , وحرصهم على البعد عما يحرمهم من هذا الخير - وهي الذنوب والخطايا -. والأشد والأنكى من يُحرم كثيراً من الطاعات ويكون منغمساً بالمعاصي حتى في شهر رمضان , فلا ينتهي من واحدة إلا تلبس بأخرى في حرمان موجع , وخذلان مفجع . إن من حُرم خير هذا الشهر فهو المحروم , ومن خُذل في مواسم البر فهو المخذول . ولا علاج لهذا إلا بالتوبة النصوح قبل بلوغ الشهر . التوبة التي يتخلص العبد عندها من كل خطيئة تحول بينه وبين هذه الرحمات . التوبة التي تؤهل العبد لأن يدخل في زمرة من رضي الله عنهم وأيدهم وأعانهم على مراضيه . فلنكن منهم فهي الفرصة التي إن فاتت فات كل خير . النية الصادقة إن للنية أثرها في التوفيق للطاعة , فقبل إقبال هذا الموسم لننوي أن نغتنم كل ساعة من ساعاته , وكل لحظة من لحظاته . واعلم أن ربك العظيم مطلع على النويا ويعطي العبد على قدر صدقه فيها . لقد سجل القرآن الكريم نويا الصادقين الأتقياء فقال سبحانه : "وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّه " لقد نوى الهجرة ولكن الموت أدركه قبل بلوغ مقصده وربك الكريم سبحانه أثابه عليها وجعله في عداد المهاجرين لصدق نيته , وبذله للمستطاع . كم سيموت من خلق قبل رمضان بأيام بل وساعات ! كيف لو نوى أكثرهم أنه سيغتنم الشهر ويتقرب لربه كم سيُكتب له الأجر بإذن الله تعالى . ومن أمد الله في عمرهم وأنسأ له في أثره وبلغ الشهر, وكان قد نوى فعل الخير أستفاد من هذه النية توفيقا , وحاسب نفسه عند كل تفريط إذ سيراجعها ويقول لها : ألم تكن تنوي اغتنام الموسم فا أنت في الأمنية فكوني مع الصادقين . فانو الخير , واعقد العزم , واشحذ الهمة , تكن من الفائزين . العزيمة الصادقة العزيمة الصادقة تتبع النية . إن كثيرا من الناس يدعي أنه سيغتنم الشهر وأنه سيفعل كذا وكذا من الطاعات , حتى إذا ما بلغه انفرط عقد تلك العزائم , وتهاوت تلك القوى , ولكن من علم عظيم الأجر , وكثرة الثواب للطائعين , لاتضعف عنده تلك القوى , لأن الثواب جليل القدر , عظيم الرفعة , يكفيه أن الله تعالى هو المُكرم المنعم المتفضل . اضف الى ذلك قصر مدة رمضان فهو - أيام معدودات - كما وصف الكريم المتعال . فلتكن لنا عزيمة على المحافظة على الصلوات وأدائها مع الجماعة , وتؤدينها يا أمة الله في أول وقتها . لتكن لنا عزيمة على الإكثار من النوافل من صلاة التروايح والسنن الرواتب وغيرها . لتكن لنا عزيمة على ختم القرآن وتأمله وتدبره , والإنتفاع بعظاته . لتكن لنا عزيمة صادقة على العمرة ولزوم الذكر والإعتكاف والصدقة وغيرها من القربات . هل تعلم أن عدد ساعات رمضان سبع مئة وعشرون ساعة لونمت كل يوم ثمان ساعات - والجاد لايفعل لعلمه بفضيلة الزمان - لكان بقي لك أربع مئة وثمانين ساعة , أليست فرصة لأن تتزود فيها من الطاعات مايكون لك خير زاد يوم القدوم على الله . التفرغ من اشغال الدنيا حاول أن تتفرغ قليلا من أشغال الدنيا هذا الشهر , جهز أغراض رمضان والعيد قبل الشهر للتفرغ فيه للعبادة , كثير من الناس هيئ الله من الأسباب ما يجعله متفرغاً هذا الموسم بخلاف أصحاب المهن , فلماذا لايغتنم المتفرغ هذا الموسم بالطاعات الكثيرة كالصلة والدعوة والتفرغ للعبادات . يصلي عندي مصل هيئ الله من الأسباب ماجعلها فارغاً خلال أيام الشهر فرتب جدوله على أنه يدخل المسجد من الساعة التاسعة صباحاً ولا يخرج منه إلا قبيل المغرب يختم خلالها القرآن كل يومين , أعرف أن هذا لايتهيئ لكل أحد ولكن مثله كثير ولكنهم لم يغتنموا الفرصة كما اغتنم هو , وكل واحد أعرف بحاله , والمقصود أن تستغل كل فرصة تتاح لك . تعلم أحكام الصيام الصيام كغيره من العبادات يجب على المسلم تعلم أحكامه , فلذا ينبغي علينا تعلم هذه الأحكام قبل بلوغ الشهر . اقرأ كتابا عن أحكام الصيام والقيام وقبل العشر عن أحكام الإعتكاف - وهي متوفرة ولله الحمد - حاول جاهدا معرفة هذه الأحكام حتى تكتمل عبادتك . من الأشياء التي يغفل عنها الكثير من المسلمين أن الجهل بهذه الأحكام قد تنقص أجرهم لوقوعهم في المحذور والمفطر وهم غافلون , فلذا ينبغي لزاما علينا تعلم هذه الأحكام . وفي هذا الباب أيضاً يُوصى بقراءة تفسير ميسر للقرآن , فرمضان شهر القرآن , يُتلى فيه ويُسمع كثيرا , فينبغي للمسلم الإحاطة بالمعنى العام للآية ليكون على دراية بالمقصود منها . الدعاء يُستقبل شهر الصيام بكثرة الدعاء نعم كثيرة الدعاء بأن يُوفق المرء فيه للطاعة , ويُبارك له في الوقت , ويُؤخذ بيده لكل بر . الأمور كلها بيد الله , والتوفيق من عنده , والتأيد من لدنه , فاطرق باب الكريم قبل دخول الشهر وبعد دخوله وفي كل ساعة وعند كل لحظة . انطرح بين يديه , واسأله سؤال الصادقين , أن يجعلك في عِداد الموفقين , وأن يسلك بك طريق المؤيدين . واعلم أنك تسأل رباً كريماً يُحب من يسأله . إذا كان من يسأل الدنيا يهبه الله إياها , فكيف بمن يسأل ما يحبه الله من الطاعات , لا شك أنه أولى بالتأييد وأقرب للأجابة , فكن من الصادقين في الدعاء , والح على ربك عند السؤال للتوفيق للطاعات . اللهم وفقنا لطاعتك , وحل بيننا وبين معاصيك . اللهم اجعلنا خير من يغتنم موسم رمضان وبقية الحياة . اللهم أصلح لنا شأننا كله , ولاتكلنا لأتفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك . كتبه الفقير لعفو ربه / عادل بن عبد العزيز المحلاوي |
كيف تستعد لرمضان ؟
كيف تستعد لرمضان ؟ |
عادل بن عبد العزيز المحلاوي |
بسم الله الرحمن الرحيم لعلي قبل أن أبدأ الحديث هنا اتفق معك قارئ العزيز أن رمضان موسما غير عاديا لأهل التجارة مع الله تعالى , وذلك لعلمهم بفضيلة الشهر وعظيم مكانته , فهو شهر جليل وعظيم ينبغي التعامل معه بخصوصية تامة ففيه من الفضل ماهو معلوم . ومن نافلة القول ماهو معلوم لدى كل مسلم ومسلمة أن رمضان تضاعفُ فيه الحسنات , وفرصة جليلة لمحو الذنوب والخطايا . ولكن لماذا نخسره ونحن نعلم بعظيم مزاياه ,وعلو مكانته ؟ الأسباب كثيرة , ولكن لعلي أركز على ما أنا بصدد الحديث عنه وهو - أننا لانُحسن الإستعداد له - فلأجل ذا كانت هذه الكلمات . اعلم يارعاك الله أنه لايمكن لأحد أن يستفيد من الفرص المتاحة له إلا إذا كان مستعدا لها . ورمضان أعظم فرصة للمؤمن والمؤمنة فهو فرصة لكسب الحسنات بل ومضاعفتها . فرصة لتكفير السيئات . فرصة للفوز بعبادة ليلة - العبادة فيها تعدل عبادة أكثر من ثلاث وثمانين سنة - . فرصة لتطهير القلب من كل درن وسوء ليدخل على الملكوت العلي طاهراً نقيا .ً وباختصار العبارة - هو فرصة لمنتهى كل خير , وأن تجعل بينك وبين كل سوء خندقا واسعا - . فهل أدركت لماذا وجب علينا أن نستعد له ؟ ولعلي أيضا أذكرك بفضل الله عليك إذا بلغت هذا الشهر بما خصك به من هذا العطاء الذي - والله - لاتساويه كنوز الدنيا بأسرها كيف وغيرك تحت أطباق الثرى رهينا بعمله . ود لو صام مع الصائمين , وقام ومع القائمين , وتلى مع التالين , وتقرب لربه مع المتقربين , إذ بان له عظيم تلك القربات , ورفعة منزلة هاتيك الطاعات . أما الأمور التي نستعد بها لرمضان فهي كثيرة فمن ذلك : التوبة النصوح وكثرة الاستغفار جاء رجل إلى الحسن البصري - رحمه الله - وقال له يا أباسعيد : أجهز طهوري وأستعد لقيام الليل ولكني لا أقوم , ما سبب ذلك ؟ فقال له الحسن : قيدتك ذنوبك . نعم - الذنوب والمعاصي - سببٌ للحرمان من كل خير . كم نرى من التفريط وضياع الوقت وعدم استغلالنا لمواسم الخيرات كرمضان وغيره مع علمنا بفضلها , لاشك أن من الأسباب الرئيسية ان ذنوبنا قيدتنا , وحرمتنا هذا الخير . إن الطاعة شرف , والوقوف بين يدي الله منقبة , واغتنام موسم الخيرات غنيمة , يهبها الرحمن من رضي عليه من خلقه . كم ترى من طائعين في رمضان . فهذا يكثر من السجود والركوع , وذاك يحبس نفسه في بيوت الله عاكفاً على القراءة , وآخر يتابع أعمال البر من تجهيز سفر للصائمين ومعونة الفقراء والمساكين , في أعمال بر ذؤوبة لا تكاد تنقطع , فمن قربهم ومنحهم تلك الفرص وغيرهم يمضون الشهر بين اللعب والبطالة ؟ إنه التوفيق من الله , وحرصهم على البعد عما يحرمهم من هذا الخير - وهي الذنوب والخطايا -. والأشد والأنكى من يُحرم كثيراً من الطاعات ويكون منغمساً بالمعاصي حتى في شهر رمضان , فلا ينتهي من واحدة إلا تلبس بأخرى في حرمان موجع , وخذلان مفجع . إن من حُرم خير هذا الشهر فهو المحروم , ومن خُذل في مواسم البر فهو المخذول . ولا علاج لهذا إلا بالتوبة النصوح قبل بلوغ الشهر . التوبة التي يتخلص العبد عندها من كل خطيئة تحول بينه وبين هذه الرحمات . التوبة التي تؤهل العبد لأن يدخل في زمرة من رضي الله عنهم وأيدهم وأعانهم على مراضيه . فلنكن منهم فهي الفرصة التي إن فاتت فات كل خير . النية الصادقة إن للنية أثرها في التوفيق للطاعة , فقبل إقبال هذا الموسم لننوي أن نغتنم كل ساعة من ساعاته , وكل لحظة من لحظاته . واعلم أن ربك العظيم مطلع على النويا ويعطي العبد على قدر صدقه فيها . لقد سجل القرآن الكريم نويا الصادقين الأتقياء فقال سبحانه : "وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّه " لقد نوى الهجرة ولكن الموت أدركه قبل بلوغ مقصده وربك الكريم سبحانه أثابه عليها وجعله في عداد المهاجرين لصدق نيته , وبذله للمستطاع . كم سيموت من خلق قبل رمضان بأيام بل وساعات ! كيف لو نوى أكثرهم أنه سيغتنم الشهر ويتقرب لربه كم سيُكتب له الأجر بإذن الله تعالى . ومن أمد الله في عمرهم وأنسأ له في أثره وبلغ الشهر, وكان قد نوى فعل الخير أستفاد من هذه النية توفيقا , وحاسب نفسه عند كل تفريط إذ سيراجعها ويقول لها : ألم تكن تنوي اغتنام الموسم فا أنت في الأمنية فكوني مع الصادقين . فانو الخير , واعقد العزم , واشحذ الهمة , تكن من الفائزين . العزيمة الصادقة العزيمة الصادقة تتبع النية . إن كثيرا من الناس يدعي أنه سيغتنم الشهر وأنه سيفعل كذا وكذا من الطاعات , حتى إذا ما بلغه انفرط عقد تلك العزائم , وتهاوت تلك القوى , ولكن من علم عظيم الأجر , وكثرة الثواب للطائعين , لاتضعف عنده تلك القوى , لأن الثواب جليل القدر , عظيم الرفعة , يكفيه أن الله تعالى هو المُكرم المنعم المتفضل . اضف الى ذلك قصر مدة رمضان فهو - أيام معدودات - كما وصف الكريم المتعال . فلتكن لنا عزيمة على المحافظة على الصلوات وأدائها مع الجماعة , وتؤدينها يا أمة الله في أول وقتها . لتكن لنا عزيمة على الإكثار من النوافل من صلاة التروايح والسنن الرواتب وغيرها . لتكن لنا عزيمة على ختم القرآن وتأمله وتدبره , والإنتفاع بعظاته . لتكن لنا عزيمة صادقة على العمرة ولزوم الذكر والإعتكاف والصدقة وغيرها من القربات . هل تعلم أن عدد ساعات رمضان سبع مئة وعشرون ساعة لونمت كل يوم ثمان ساعات - والجاد لايفعل لعلمه بفضيلة الزمان - لكان بقي لك أربع مئة وثمانين ساعة , أليست فرصة لأن تتزود فيها من الطاعات مايكون لك خير زاد يوم القدوم على الله . التفرغ من اشغال الدنيا حاول أن تتفرغ قليلا من أشغال الدنيا هذا الشهر , جهز أغراض رمضان والعيد قبل الشهر للتفرغ فيه للعبادة , كثير من الناس هيئ الله من الأسباب ما يجعله متفرغاً هذا الموسم بخلاف أصحاب المهن , فلماذا لايغتنم المتفرغ هذا الموسم بالطاعات الكثيرة كالصلة والدعوة والتفرغ للعبادات . يصلي عندي مصل هيئ الله من الأسباب ماجعلها فارغاً خلال أيام الشهر فرتب جدوله على أنه يدخل المسجد من الساعة التاسعة صباحاً ولا يخرج منه إلا قبيل المغرب يختم خلالها القرآن كل يومين , أعرف أن هذا لايتهيئ لكل أحد ولكن مثله كثير ولكنهم لم يغتنموا الفرصة كما اغتنم هو , وكل واحد أعرف بحاله , والمقصود أن تستغل كل فرصة تتاح لك . تعلم أحكام الصيام الصيام كغيره من العبادات يجب على المسلم تعلم أحكامه , فلذا ينبغي علينا تعلم هذه الأحكام قبل بلوغ الشهر . اقرأ كتابا عن أحكام الصيام والقيام وقبل العشر عن أحكام الإعتكاف - وهي متوفرة ولله الحمد - حاول جاهدا معرفة هذه الأحكام حتى تكتمل عبادتك . من الأشياء التي يغفل عنها الكثير من المسلمين أن الجهل بهذه الأحكام قد تنقص أجرهم لوقوعهم في المحذور والمفطر وهم غافلون , فلذا ينبغي لزاما علينا تعلم هذه الأحكام . وفي هذا الباب أيضاً يُوصى بقراءة تفسير ميسر للقرآن , فرمضان شهر القرآن , يُتلى فيه ويُسمع كثيرا , فينبغي للمسلم الإحاطة بالمعنى العام للآية ليكون على دراية بالمقصود منها . الدعاء يُستقبل شهر الصيام بكثرة الدعاء نعم كثيرة الدعاء بأن يُوفق المرء فيه للطاعة , ويُبارك له في الوقت , ويُؤخذ بيده لكل بر . الأمور كلها بيد الله , والتوفيق من عنده , والتأيد من لدنه , فاطرق باب الكريم قبل دخول الشهر وبعد دخوله وفي كل ساعة وعند كل لحظة . انطرح بين يديه , واسأله سؤال الصادقين , أن يجعلك في عِداد الموفقين , وأن يسلك بك طريق المؤيدين . واعلم أنك تسأل رباً كريماً يُحب من يسأله . إذا كان من يسأل الدنيا يهبه الله إياها , فكيف بمن يسأل ما يحبه الله من الطاعات , لا شك أنه أولى بالتأييد وأقرب للأجابة , فكن من الصادقين في الدعاء , والح على ربك عند السؤال للتوفيق للطاعات . اللهم وفقنا لطاعتك , وحل بيننا وبين معاصيك . اللهم اجعلنا خير من يغتنم موسم رمضان وبقية الحياة . اللهم أصلح لنا شأننا كله , ولاتكلنا لأتفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك . كتبه الفقير لعفو ربه / عادل بن عبد العزيز المحلاوي |
الاثنين، 25 يوليو 2011
الاثنين، 11 يوليو 2011
موسوعة الديانات- المذاهب- الملل- الأحزاب- الطوائف- التبعية- المعتقدات- الأنظمة...4
واحد من الأقانيم الثلاثة حي ناطق إله وزعم الباقون أن اسم الإله لا ينطلق على كل واحد من الأقانيم وزعموا أن الابن لم يزل متولدا من الأب وإنما تجسد واتحد بجسد المسيح حين ولد والحدوث راجع إلى الجسد والناسوت فهو إله وإنسان اتحدا وهما جوهران أقنومان طبيعيان جوهر قديم وجوهر محدث إله تام وإنسان تام ولم يبطل الاتحاد قدم القديم ولا حدوث المحدث لكنهما صارا مسيحا واحدا مشيئة واحدة وربما بدلوا العبارة فوضعوا مكان الجوهر الطبيعة ومكان الأقنوم شخصا. وأما قولهم في القتل والصلب فيخالف قول الملكائية واليعقوبية قالوا القتل وقع على المسيح من جهة ناسوته لا من جهة لاهوته لأن الإله لا تحله الآلام. ويوطينوس ويولي الشمشاطي يقولان أن الإله واحد وأن المسيح ابتدأ من مريم عليها السلام وأنه عبد صالح مخلوق إلا أن اللّه تعالى شرفه وكرمه لطاعته وسماه إبنا على التبني لا على الولادة والاتحاد. ومن النسطورية قوم يقال لهم المصلون قالوا في المسيح مثل ما قال نسطور إلا أنهم قالوا إذا اجتهد الرجل في العبادة وترك التغذي باللحم والدسم ورفض الشهوات النفسانية الحيوانية يصفو جوهره حتى يبلغ ملكوت السموات ويرى اللّه تعالى جهرة وينكشف له ما في الغيب فلا يخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء. ومن النسطورية من ينفي التشبيه ويثبت القول بالقدر خيره وشره من العبد كما قالت القدرية .
النصرانية
هي الديانة المسيحية التي أنزلت على عيسى عليه الصلاة والسلام مكملة لرسالة موسى عليه الصلاة والسلام متممة لما جاء في التوراة من تعاليم موجهة إلى بني إسرائيل داعية إلى التهذيب الوجداني والرقي العاطفي والنفسي لكنها سرعان ما فقدت أصولها مما ساعد على امتداد يد التحريف إليها حيث ابتعدت كثيراً عن صورتها السماوية الأولى لامتزاجها بمعتقدات وفلسفات وثنية. التأسيس: زكريا عليه السلام ـ كرَّس نفسه لخدمة الهيكل المقدس في فلسطين وكان كافلاً لمريم. يحيى عليه السلام ـ ابن زكريا وهو نبي كأبيه كان يقوم بتعميد الناس في نهر الأُرْدُنّ وعمَّد سيدنا عيسى عليه السلام مات. مقتولاً بأمر من ملك اليهود بفلسطين هيردوس بسبب معارضته إياه في زواجه من ابنة أخيه. مريم ابنة عمران ـ امرأة صالحة طاهرة اصطفاها الله على نساء العالمين. عيسى عليه السلام ـ ولد في بيت لحم من أمه مريم من غير أب وبُعث نبياً إلى بني إسرائيل مؤيداً من الله بعددٍ من المعجزات منها: ـ أنه يخلق لهم من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فتكون طيراً بإذن الله ـ إبراء الأكمه والأبرص بإذن الله ـ إنزال المائدة من السماء غضب اليهودية عليه فأغروا به الحاكم الروماني فأصدر ضده حكماً بالإعدام ألقى الله شبه عيسى وصورته على من خانه من أصحابه وهو يهوذا الاسخريوطي فتم صلبه في حين أن الله رفع عيسى إلى السماء ـ الحواريون الاثنا عشر وهم كما في إنجيل متى:
1 ـ سمعان بطرس
2 ـ اندراوس أخو سمعان
3 ـ يعقوب بن زبدي
4 ـ يوحنا أخو يعقوب
5 ـ فيليبس
6 ـ برنو طاوس
7 ـ توما
8 ـ متَّى العشار
9 ـ يعقوب بن حافي
10 ـ لباروس« تدَّاوس»
11 ـ سمعان القانوني
12 ـ يهوذا الإسخريوطي
ـ الرسل السبعون الذين أرسلهم سيدنا عيسى ليعلموا النصرانية
ـ بولس« شاول» اليهودي الخبيث الذي أدخل فكرة التثليث إلى العقيدة النصرانية والقول بألوهية المسيح كما ابتكر خرافة العشاء الرباني ونادى بالوهية الروح القدس ودعا إلى عدم الختان واخترع قصة الفداء وجعل المسيحية ديناً عالمياً مع أنه خاص بني إسرائيل وكتب أربعة عشر سفراً تعليمياً من أصل إحدى وعشرين رسالة تشكل مجموع الرسائل التي تعد مصدراً تشريعياً في النصرانية.
الأفكار والمعتقدات:
أولاً: الكتب والأناجيل
التوراة وهي العهد القديم
العهد الجديد وهو الإنجيل والأناجيل المعتبرة التي اعترفت بها
الكنائس في القرن الثالث الميلادي هي:
1 ـ الإنجيل متى ـ أحد الحواريين ـ وإنجيله كتب أولاً بالعبرية
2 ـ الإنجيل مرقص ـ كاتبه يوحنا الذي اختير من السبعين
3 ـ الإنجيل لوقا ـ طبيب من أصل يهودي كان مرافقاً لبولس
4 ـ انجيل يوحنا ـ وهو حواري ابن صياد كان المسيح يحبه ـ انفرد بالقول بالتثليث والوهية المسيح. يلاحظ على الأناجيل أنها ليست من إملاء السيد المسيح عليه السلام مباشرة وأن أصولها ضائعة ولا تستوفي أقل ما توجيه شروط الرواية. الرسائل: أسفار تعليمية توضح النصرانية المعاصرة أكثر من الأناجيل دوَّنها رجال مشهورون وهي تعنى بتفسير مظاهر السلوك وأنواع الطقوس في الحياة النصرانية. انجيل برنابا ـ يعرف بابن الواعظ وهو خال مرقص وأول نسخة اكتشفت منه كانت في مكتبة البابا سكتس الخامس بروما لكنه يختلف عن الأناجيل بما يلي: ـ الله ـ عنده ـ هو رب العالمين خالق السماوات الذبيح ـ من أبناء إبراهيم هو إسماعيل لا إسحاق
ـ يبشر بنبوة محمد تصريحاً
ـ لا يقول بصلب المسيح
ـ يحثُّ على الختان
ـ يعتبر عيسى عبد الله ورسوله
ثانياً: المجامع النصرانية:
وهي مجالس شورية تعقد بين الحين والحين لسنِّ القرارات واصداالفتاوى فهي هيئة تشريعية تحل وتحرِّم وأهم هذا المجامع:
1 ـ مجمع نيقية سنة325 قالوا فيه بأن المسيح إله
2 ـ مجمع القسطنطينية الأول سنة381 قروا فيه بأن الروح القدس إله
3 ـ مجمع أفسس الأول سنة431 قالوا فيه بأن للمسيح طبيعتين لاهوتية وناسوتية
4 ـ مجمع خلقيدونية سنة451 قالوا فيه بأن للمسيح طبيعتين ومشيئتين 5 ـ مجمع روما 1869 واخرها فيه بأن البابا معصوم تتابعت المجامع وأخرها المجمع الأقليمي في جاكرتا 1967 والذي عقد لتوقيع ميثاق بين كل الطوائف للتحالف على مواجهة المسلمين بكلمة واحدة في الاجتماعات والمحافل الدولية. ثالثاً: الفرق النصرانية: 1 ـ الموحدون وهم أتباع آريوس الذي كان يقول بأن الأب هو وحده الله وأن الابن مخلوق بولس الشمشاطي وأصحابه في انطاكية.
النظامية أصحاب إبراهيم بن سيار بن هانىء النظام.
النعمانية أصحاب محمد بن النعمان أبي جعفر الأحول الملقب بشيطان الطاق والشيعة تقول هو مؤمن الطاق وافق هشام بن الحكم في أن اللّه تعالى لا يعلم شيئا حتى يكون. والتقدير عنده الإرادة والإرادة فعله تعالى. وقال إن اللّه تعالى نور على صورة إنسان ويأبى أن يكون جسما لكنه قال قد ورد في الخبر أن اللّه خلق آدم على صورته وعلى صورة الرحمٹن فلا بد من تصديق الخبر. ويحكى عن مقاتل بن سليمان مثل مقالته في الصورة وكذلك يحكى عن داود الجواربي ونعيم بن حماد المصري وغيرهما من أصحاب الحديث أنه تعالى ذو صورة وأعضاء. ويحكى عن داود أنه قال اعفوني عن الفرج واللحية واسألوني عما وراء ذلك فإن في الأخبار ما يثبت ذلك. وقد صنف ابن النعمان كتبا جمة للشيعة منها افعل لم فعلت ومنها أفعل لا تفعل ويذكر فيها أن كبار الفرق أربعة القدرية والخوارج والعامة والشيعة ثم عين الشيعة بالنجاة في الآخرة من هذه الفرق وذكر عن هشام بن سالم ومحمد بن النعمان أنهما أمسكا عن الكلام في اللّه ورويا عمن يوجبان تصديقه أنه سئل عن قول اللّه وأن إلى ربك المنتهى قال إذا بلغ الكلام إلى اللّه فأمسكوا فأمسكا عن القول في اللّه والتفكر فيه حتى ماتا .
النميرية من الفرق الدينية التي ظهرت في الإسلام قائلة بحلول اللّه في بعض الأجساد البشرية
النورسية :
جماعة دينية اسلامية ركز مؤسسها على الدعوة إلى حقائق الإيمان والعمل على تهذيب النفوس محدثاً تياراً اسلامياً في محاولة منه للوقوف أمام المد العلماني الماسوني الكمالي الذي اجتاح تركيا عقب سقوط الخلافة العثمانية واستيلاء كمال أتاترك على دفة الحكم فيها. التأسيس: المؤسس الشيخ سعيد النورسي1873 ـ 1960 ولد من أبوين كرديين في قرية نورس بالقرب من بحيرة وان بإقليم تبلس شرقي الأناضول. ظهرت عليه علامات النبوغ منذ صغره وألمَّ في بدء شبابه بالعلوم الدينية وبجانب كبيرٍ من العلوم العقلية. ـ عمل بالتدريس في مدينة وان خمسة عشر عاماً ثم بدأ دعوته الإرشادية. أسس في استانبول الجامعة الزهراء وعين عضواً في أعلى مجلس علمي في الدولة العثمانية . ـ وبعد الإطاحة بالسلطان عبد الحميد ألف جمعية الاتحاد المحمدي مستخدماً نفس شعارات الاتحاديين« الوحدة ـ الحرية ـ المساواة» لكن بالمفهوم الاسلامي. ـ أرسل الماسونيون قرَّه صو اليهودي لمقابلته لكنه ما لبث أن خرج من عنده وهو يقول: لقد كاد هذا الرجل العجيب أن يزجني في الإسلام بحديثه.
ـ التحق بالجيش التركي أثناء الحرب العالمية الأولى وعمل ضابطاً فيه وكان يعظ الجنود ليلاً.
ـ حاول مصطفى كمال استدراج النورسي بإغداق المال عليه لكنه رفض قائلاً أعوذ بالله من الشيطان والسياسة. ـ تخوف العلمانيون منه فسجنوه مرات كثيرة وحكموا عليه بالإعدام عدة مرات غير أنه لم يُنَفَّذ خوفاً من ثورة أتباعه. ـ وفي عام1327 هـ انتقل إلى سوريا وأقام في دمشق وألقى في المسجد الأموي خطبته الشامية. ـ عاش آخر عمره في اسبارطة منعزلاً عن الناس وقبل ثلاثة أيام من وفاته أتجه إلى أورفة وعاش فيها يومين ومات في27 رمضان سنة1379 هـ. الأفكار: 1 ـ ايقاظ العقيدة الاسلامية في نفوس أتباعها وبعث حقائق الإيمان في نفوس المسلمين ولقد قال النورسي في المحاكمة« لقد تساءلتم هل أنا ممن يشتغل بالطرق الصوفية وإنني أقول لكم إن عصرنا هذا هو عصر حفظ الإيمان لا حفظ الطريقة، إن كثيرين هم أولئك الذين يدخلون الجنة بغير طريقة ولكن أحد لا يدخل الجنة بغير إيمان». 2 ـ حينما تعوذ من الشيطان والسياسة في1921. جُعِل هذا التاريخ فاصلاً بين مرحلتين سعيد القديم وسعيد الجديد. 3 ـ محاربة العلمانية وفكرها ومظاهرها والتي كان منها: ـ منع الكتابة بأحرف عربية ـ تغيير الأذان إلى الكلمات التركية ـ وضع القبعة بدل الطربوش ـ ترجمة القرآن إلى اللغة التركية ـ إلغاء التقويم الهجري 4 ـ فكر هذه الجماعة هو ما كتبه المؤسس ذاته حتى إنك لا تكاد تجد ذكراً لآخرين تركوا إضافات مهمة على فكرها. غير أن هناك مآخذ عليها منها:
1 ـ تخلي هذه الجماعة عن السياسة منذ عام1921 ترك أثراً سلبياً على أتباعها إذ وقع بعضهم فريسة لأحزاب علمانية . 2 ـ تخلى الشيخ النورسي عن مساعدة الشيخ سعيد الكردي في ثورته ضد مصطفى كمال منتقماً لإلغاء الخلافة. جماعة النور جماعة تشير على منهج أهل السنة الجماعة ويطلق بعضهم على هذه الجماعة اسم المدرسة اليوسفية أي التي يتحمل أصحابها في سبيل عقيدتهم السجن والتعذيب دون أن يتصدوا للطغيان إلا بالحجة والمنطق والصبر والمصابرة. ملاحظة: بدأت جماعة في المنطقة الكردية شرقي الأناضول وبدأت تمتد حتى وصلت إلى استنبول وكل تركيا . ووصل عدد أعضائها إلى أكثر من مليون شخص يقضي أحدهم عمره في استنساخ رسائل النور وتوزيعها. ولهذه الجماعة أتباع وأنصار في كل من باكستان والهند. وللشيخ النورسي أكثر من130 رسالة يعالج فيها مشكلات الإنسان الدينية والروحية والنفسية والعقلية متخذ من القرآن حلاً لكل هذه المشكلات.ً
الهندوسية:
ديانة وثنية يعتنقها معظم أهل الهند، وقد تشكلت عبر مسيرة طويلة من القرن الخامس عشر قبل الميلاد إلى وقتنا الحاضر، إنها ديانة تضم القيم الروحية والخلقية إلى جانب المبادىء القانونية والتنظيمية متخذة عدة آلهة بحسب الأعمال المتعلقة بها فلكل منظقة إله ولكل عمل أو ظاهرة إله ولا يوجد للهندوسية مؤسس معين ولا يعرف لمعظم كتبها مؤلف معين فقد تشكلت خلال مراحل طويلة ويقال إن الآريون الغزاة الذين قدموا الهند في القرن الخامس عشر قبل الميلاد هم المؤسسوالأوائل للديانة الهندوسية وتمازجت بالديانات القديمة وتطورت الهندوسية في الثامن قبل الميلاد على أيدي الكهنة البراهمة الذين كانوا يزعمون بأن في طبائعهم عنصراً إلهياً، ويعتقد الهندوس أن لكل طبيعة نافعة أو ضارة إلڑهاً يعبد وهي آلهة كثيرة، وفي القرن التاسع قبل الميلاد جمع الكهنة الآلهة في آله واحد أخرج العالم من ذاته وهو الذي أسموه: براهما: من حيث هو موجد، فشنو: من حيث هو حافظ، سيفا: من حيث هو مهلك، فمن عبد أحد الآلهة الثلاثة فقد عبدها جميعاً فلا فرق بينها، ويلتقي الهندوس على تقديس البقرة، ويعتقد الهندوس أن آلهتهم قد حلت كذلك في إنسان اسمه كرشنا قد التقى فيه الإلڑه في الإنسان أو حل اللاهوت في الناسوت، ومنذ وصول الآريون إلى الهند شكلوا طبقات ما تزال قائمة إلى الآن ولا طريق لإزالتها لأنهم يزعمون أنها تقسيمات أبدية الله هو الذي قسمها وهي على النحو التالي: 1 ـ البراهما: وهم الذين خلقهم الإله براهما من فمه ومنهم المعلم والكاهن والقاضي ولايجوز تقديم القرابين إلا في حضرتهم، 2 ـ الكاشتر: وهم الذين خلقهم الإلڑه من ذراعيه وهم الذين يتعلمون ويقدمون القرابين ويحملون السلاح للدفاع، 3 ـ الويش: وهم الذين خلقهم الإلڑه من فخذه وهم الذين يزرعون ويتاجرون ويجمعون المال وينفقون على المعاهد الدينية، 4 ـ الشودر: وهم الذين خلقهم الإلڑه من رجليه وهم مع الزنوج الأصليين يشكلون طبقة المنبوذين وعملهم مقصور على خدمة الطوائف الثلاث السابقة الشريفة ويمتهنون المهن الحقيرة والقذرة، والجميع يخضع لهذا التقسيم الطبقي بدافع ديني ولا يجوز للرجل أن يتزوج امرأة من طبقة أعلى منه ويجوز من أدنى منه إلا طبقة الشودر فلا يجوز، والبراهمة هم صفوة الخلق وقد ألحقوا بالآلهة ولهم أن يأخذوا من عبيدهم( الشودر) ما يشاؤون، وإن استحق البرهمي القتل لم يجز للحاكم إلا أن يحلق رأسه أما غيره فيقتل، والشودر المنبوذون أحط من البهائم ومن سعادة المنبوذين أن يخدموا البراهمة وليس لهم أجراً وثواب وغير ذلك من القوانين المجحفة في حق طبقة الشودر، وقد حاول الزعيم الهندي(غاندي) تقليص الحدة بين الطبقات وبين المنبوذين ولكن محاولاته لم تنجح بل كان هو ذاته ضحية لهذه المحاولة، وقد ظهر مؤخراً بعض التحسن البسيط في أحوال المنبوذين خوفاً من استغلال أوضاعهم وإدخالهم في أديان أخرى لا سيما النصرانية والشيوعية من خلال فكرة صراع الطبقات، ويعتقد الهندوسيون أن نظام الكون إلهي قائم على العدل المحض وهذا العدل سيقع حتماً إما في هذه الحياة أو في حياة أخرى يحاسب فيها الإنسان ويجازى حسب عمله فيعيش حياة أخرى فهم
يعتقدون بتناسخ الأرواح فالهندوسي عندما يموت يحرق جسده وذلك تخليصاً للروح من الجسد ولكي نسمح للروح بالانطلاق نحو الأعلى بشكل عمودي بسرعة كي تصل إلى الملكوت الأعلى، وعندما تتخلص الروح وتصعد يكون أمامها ثلاثة عوالم إما العالم الأعلى وهو عالم الملائكة وإما عالم الناس وهو مقر الآدميين بالحلول وإما عالم جهنم وهذا لمرتكبي الخطايا والذنوب، وقد رفضت الهندوسية حركة الإصلاح الداخلي المتمثلة في( البوذية والجينية) ورفضت كذلك حركة الإصلاح الخارجي المتمثلة بالإسلام. وكانت الديانة الهندوسية تحكم شبه القارة الهندية وتنتشر فيها ولكن البون الشاسع بين اعتقاد الهندوسيون والمسلمين فالهندوس يقدسون البقر والمسلمون يذبحونها ويأكلونها ونتيجة للاختلاف بينهما حدث تقسيم الهند وأعلن عن قيام باكستان بجزأيها الشرقي والغربي وأغلبها مسلمون.
تيار فلسفي يعلي الإنسان إلى مكانةٍ تناسبه ويؤكد على تفرُّد الإنسان وتفكيره وحريته وعدم احتياجه إلى موجّه، وهو جملة من الاتجاهات والأفكار المتباينة وليس نظرية واضحة المعالم.
التأسس: سورين كير كجورد1813 ـ 1855 وهو مؤلف كتاب رهبة واضطراب ومن أشهر زعمائها المعاصرين الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر وهو ملحد مناصر للصهيونية وله عدة كتب تبين مذهبه منها: الوجودية مذهب انساني الوجود والعدم الغثيان ـ الباب المغلق
ومن رجالها القس كبرييل مارسيل ـ كارل جاسبرز ـ بسكال بليز ـ جميع الحقوق محفوظة لشركة العريس للكمبيوتر بيرد يائيف. الأفكار: 1 ـ يكفرون بالله والأديان ويعتبرونها عوائق
2 ـ قدم الإنسان 3 ـ حرية الإنسان المطلقة 4 ـ هما مدرستان ـ مدرسة مؤمنة ـ يقول أصحابها الدين محله الضمير ولا وجود له في الممارسة ومدرسة ملحدة ـ لا تقبل بفكرة دين
أو عقيدة قلبية وهذه المدرسة هي المسيطرة الآن. 5 ـ هدم القيم وشيوع الفوضوية الأخلاقية
ولهذا التيار جذور فكرية تتمثل في: ـ التأثر بسقراط القائل أعرف نفسك بنفسك. ـ التأثر بالرواقيين الذين فرضوا سيادة النفس. ـ ردة فعل على تسلط الكنيسة وتحكمها في الإنسان.
ملاحظة: ظهر هذا التيار في ألمانيا ثم انتشر في فرنسا ـ إيطاليا ـ السويد والنمسا وأمريكا وبريطانيا.
الوعيدية فرقة إسلامية هي والمرجئة كل من خرج على الإمام الحق الذي اتفقت الجماعة عليه يسمى خارجيا سواء أكان الخروج في أيام الصحابة على الأئمة الراشدين أم كان بعدهم على التابعين بإحسان والأئمة في كل زمان. والمرجئة صنف آخر تكلموا في الإيمان والعمل إلا أنهم وافقوا الخوارج في بعض المسائل التي تتعلق بالإمامة. والوعيدية داخلة في الخوارج وهم القائلون بتكفير صاحب الكبيرة وتخليده في النار فذكرنا مذاهبهم في أثناء مذاهب الخوارج .
اليزيدية :
فرقة منحرفة نشأت سنة132 هـ بعد سقوط الدولة الأموية بغية ارجاعها غير أن عدة عوامل انحرفت بها فأوصلتها إلى تقديس يزيدين معاوية وإبليس الذي يطلقون عليه اسم طاووس ملك وعزازيل. التأسيس وأبرز الشخصيات: ـ الأمير إبراهيم بن حرب بن خالد بن يزيد ـ هرب إلى شمال العراق أثر هزيمة الأمويين في معركة الزاب الكبرى وصار يدعي أنه السفياني المنتظر وأخذ يجمع حوله الأتباع. ـ عدي بن مُسَافِر ـ الشيخ حسن بن عدي بن أبي البركات ـ والذي انحرفت الطائفة اليزيدية على يديه إذا انتقل حب يزيد وعدي بن مسافر إلى تقديسهما وتقديس إبليس وخاصة بعد أن ألف كتاب« الجلوة لأصحاب الخلوة» وإدخل هذا المغفَّل اسمه في الشهادة توفي سنة644 هـ1246 م. واستمر تتابع روؤسائهم وبقيت منطقة« الشيخان» في العراق محط أنظار اليزيدية وآخر أمرائهم تحسين بن سعيد أمير الشيخان وهو معاصر ولهم مكتب في بغداد يدعو لليزيدية مفتتح منذ1969. الأفكار: 1 ـ بعد لعن الشيعة ليزيد استنكر بعض الناس لعنه وقام جزء منهم فاستنكروا اللعن عامة 2 ـ ثم وقفوا أمام إبليس فاستنكروا لعنه أيضاً لأنه نجح في امتحان الرب حيث لم ينسى وصية ربه له فلم يسجد لغيره فلعنُ إبليس في القرآن من زيادة الضالين 3 ـ تقديس إبليس كذلك خوفاً لأنه قوي إلى درجة أنه تصدى للإله 4 ـ تقديس تمثال طاووس من النحاس على شكل ديك بحجم الكف وهم يطوفون بهذا التمثال على القرى لجمع الأموال 5 ـ تقديس وادي لالش في العراق
6 ـ لديهم« مصحف رش» أي الكتاب الأسود فيه تعاليهم 7 ـ توجد مرجة في وادي لالش يدعون أن فيها جبل عرفات ونبع زمزم 8 ـ يقفون في10 ذي الحجة في وادي لالش على جبل عرفات ويكون هذا حجاً لهم ـ الصلاة عندهم تكون في ليلة منتصف شعبان وهي تعوضهم عن صلاة سنة كاملة. ـ سيحشر الناس في قرية باطط في جبل سنجار وسيقوم بمحاسبة الناس الشيخ عدي. ـ يحرمون حلق الشارب ويتم الزواج بخطف الزوجة ويبيحون التعدد إلى ست زوجات. ـ ويتجهون نحو الشمس في دعائهم ويحرمون القراءة والكتابة فانتشر الجهل بينهم ولهم أعياد خاصة كرأس السنة الميلادية وعيد المربعانية وعيد القربان . الجذور الفكرية والعقائدية: ـ التأثر بالحلاج مم جعل عدي بن مُسَافِر يقدس الشيطان. ـ احترام الدين النصراني وقساوسته واعتقادهم أن الخمرة هي دم المسيح الحقيقي. ـ أخذوا عن النصارى التعميد فيعمدون أطفالهم في عين البيضاء. ـ تأثروا بالديانات الموجودة على أرض العراق من وثنية وزرادشتية. الانتشار: تنتشر في العراق وسوريا وتركيا وإيران وروسيا وعدد قليل في لبنان وألمانيا وبلجيكا يبلغ عدد أفرادها حوالي120 ألفاً70 ألفاً منهم في العراق . ولغتهم كردية وبها كتبهم وهم من الأكراد إلا أن بعضهم عرب. ولهم مكتب رسمي مصرَّح به وهو المكتب الأموي للدعوة العربية في شارع الرشيد ببغداد.أ
اليهودية: 1
هي ديانة العبرانيين المنحدرين من إبراهيم عليه الصلاة والسلام والمعروفين بالأسباط من بني إسرائيل الذين أرسل الله إليهم موسى عليه الصلاة والسلام مؤيداً بالتوراة ليكون لهم نبياً واليهود كتابيون الموحدون في الأصل ولكن كانوا يتجهون إلى التعدد والتجسيم والنفعية مما أدى إلى كثرة الأنبياء فيهم لردهم إلى جادة التوحيد كلما أصابهم انحراف في مفهوم الألوهية، وقد اتخذوا العجل معبوداً لهم بعيد خروجهم من مصر وذلك تأثراً بقدماء المصريين، ويروي العهد القديم بأن موسى قد عمل لهم حية من نحاس وأن بني إسرائيل قد عبدوها بعد ذلك والأفعى مقدسة لديهم لأنها تمثل الحكمة والدهاء، والإله لديهم اسمه يهوة وهو ليس إلهاً معصوماً بل يخطىء ويثور ويقع في الندم وهو يأمر بالسرقة وهو قاس متعصب مدمر لشعبه إنه إله بني إسرائيل فقط وهو بهذا عدو للآخرين إنه يسير أمام جماعة من بني إسرائيل في عمود من سحاب، و( عزرا) هو الذي أوجد التوراة موسى بعد أن ضاعت فبسبب ذلك وبسبب إعادته بناء الهيكل سمي( عزرا) ابن الله وهو الذي يسميه القرآن عُزَيْر ، واليهود يعتقدون بأن الذبيح من ولد إبراهيم إنما هو اسحاق المولود من سارة، ويوم السبت لا يجوز لديهم الاشتغال فيه لأنه اليوم الذي استراح فيه الرب ـ كما يعتقدون ـ فقد اجتمعت اليهود على أن الله تعالى لما فرغ من خلق السماوات والأرض استوى على عرشه مستلقياً على قفاه واضعاً إحدى رجليه على الأخرى، وقد عَدَوافي السبت فكان منهم القردة والخنازير عقاباً وزجراً لهم، ولم يرد في دينهم شيء ذو بال عن البعث والخلود والثواب والعقاب إلا إشارات بسيطة غير عميقة ذلك أن هذه الأمور بعيدة عن تركيبة الفكر اليهودي المادي، وعندهم الثواب والعقاب إنما يتم في الدنيا فالثواب هو النصر والتأييد والعقاب هو الخسران والذل والاستعباد، وعندهم التابوت: هو صندوق كانوا يحفظون فيه أغلى ما يملكون من ثروات ومواثيق وكتب مقدسة، وعندهم المذبح: هو مكان مخصص لإيقاد البخور يوضع قدام الحجاب الذي أمام التابوت، وعندهم الهيكل: وهو البناء الذي أمر به داود وأقامه سليمان، فقد بنى بداخله المحراب أي القُدْس الأقداس وهيأ كذلك بداخله مكاناً يوضع فيه تابوت عهد الرب، وعندهم الكهانة: وهي تختص بأبناء( ليفي) أحد أبناء يعقوب فهم وحدهم لهم حق تفسير النصوص وتقديم القرابين وهم معفون من الضرائب وشخصياتهم وسيلة يتقرب بها إلى الله فأصبحوا بذلك أقوى من الملوك، وعندهم القرابين: وكانت تشمل الضحايا البشرية إلى جانب الحيوان والثمار ثم اكتفى
الإله بعد ذلك بجزء من الإنسان وهو ما يقتطع منه في عملية الختان التي يتمسك بها اليهود إلى يومنا هذا فضلاً عن الثمار والحيوان إلى جانب ذلك، وهم يعتقدون أنهم شعب الله المختار وأن أرواح اليهود جزء من الله وإذا ضرب أمي( جوييم) إسرائيلياً فكأنما ضرب العزة الإلهية وأن الفرق بين اليهودي وغير اليهودي كالفرق بين الإنسان والحيوان، ويجوز عندهم غش غير اليهودي وسرقته وإقراضه بالربا الفاحش وشهادة الزور ضده وعدم البر بالقسم أمامه، ذلك أن غير اليهود كالكلاب والخنازير والبهائم بل إنهم يتقربون إلى الله بذلك وعندهم فكرة المسيح المنتظر، وهم يقولون بأن يعقوب قد صارع الرب وأن لوطاً قد شرب الخمر وزنى بابنتيه بعد نجاته إلى جبل صوغر، وأن داود قبيح في عين الرب، والعبريون في الأصل عاشوا في منطقة الأردن وفلسطين ثم انتقل بنو إسرائيل إلى مصر وقد ارتحلوا إلى فلسطين ليقيموا هناك مجتمعاً يهودياً ولكن لانعزاليتهم واستعلائهم وعنصريتهم وتآمرهم اضطهدوا وشردوا فتفرقوا في دول العالم فوصل بعضهم إلى أوروبا وروسيا ودول البلقان والأمريكيتين وإسبانيا بينما اتجه بعضهم إلى داخل الجزيرة العربية التي أجلوا عنها مع فجر الإسلام، كما عاش بعضهم في افريقيا وآسيا وهم منذ نهاية القرن الماضي ما يزالون يجمعون أشتاتهم في أرض فلسطين تحرضهم على ذلك وتشجعهم الصهيونية والاستعمار، ومما لا شك فيه أن اليهود الحاليين ـ والذين يبلغون حوالي15 مليوناً لا يمتون بصلة إلى العبرانيين الاسرائيليين القدماء المنحدرين من إبراهيم عليه الصلاة والسلام إذ إنهم حالياً أخلاط من شعوب الأرض المتهودين الذين تسوقهم دوافع استعمارية أما الذين يرجعون إلى أصول إسرائيلية فعلاً هم اليوم ـ وفي إسرائيل بخاصة ـ يهود من الدرجة الدنيا.
ديانة العبرانيين المنحدرين من إبراهيم عليه الصلاة والسلام والمعروفين بالأسباط من بني إسرائيل والذين أرسل الله إليهم موسى عليه الصلاة والسلام مؤيداً بالتوراة ليكون لهم نبياً.
التأسيس أبرز الشخصيات: موسى عليه والسلام ولد في مصر أيام رمسيس الثاني1301234 ق. وتربى في قصره بعد أن ألقته أمه في النهر وحين شبَّ قتل مصرياً فهرب إلى مدين وعمل راعياً عند شُعيب الذي زوجه إحدى ابنتيه. وحين أراد العودة إلى مصر أوحى الله إليه في سيناء وأمره بدعوة فرعون الذي رفض الدعوة وعمل على تعذيب بني إسرائيل وحين أراد موسى ومن معه الخروج تبعه فرعونها والذي اسمه منفتاح لكن الله أغرقه في اليم وحين كلم الله موسى في الطور رجع موسى إلى قومه ليجدهم يعبدون العجل ثم رفضوا دخول قرية العماليق فعوقبوا بالتية أربعين سنة مات موسى خلالها. ـ هارون كان أخاً لمرسى ونبياً معه ومات أثناء التية. ـ يوشع بن نون خلف موسى في قومه وأدخلهم قرية العماليق« أريحا » وتقسمت الأرض بين الأسباط والذي تحكمهم قضاة من الكهنة وآخر قاضٍ هو طالوت« شاءول» والذي صار ملكاً عليهم. ـ داود الذي تغلب على الفلسطينيين وصار ملكاً والملك وراثي في ذريته. ـ سليمان بن داود وهو نبي كأبيه خلفه في قومه وصاهر فرعون مصر ستيشنق. ـ رحبعام خلف سليمان سنة935 ق. مالت عنه بنو إسرائيل إلى أخيه يربعام فانقسمت المملكة إلى شمالية إسرائيل وعاصمتها شكيم حكمتها عدة أُسر جنوبية« يهوذا» وعاصمتها أورشليم حكمتها أسرة سليمان. وقعت إسرائيل تحت حكم الأشوريين سنة721 ق. فأزالوهم من التاريخ ووقعت يهوذا تحت حكم البابليين سنة586 ق. ودمَّر نبوخذ نصر« نختنصر» أورشليم والمعبدو سبى اليهود الى بابل. وحين تغلب الفرس على بابل سمح لليهود بالعودة فعاد القليل منهم. اكتسح الرومان فلسطين سنة63 ق. وفي20 ق. بنى هيرودس المعبد والذي دمرَّه تيطس سنة70 م. ثم جاء أوريانوس سنة135 ليزيل معالم المدينة تماماً ويتخلص من اليهود. في سنة636 فتح المسلمون فلسطين وأجلو عنها الرومان وقد اشترط عليهم صفرونيوس بطريرك النصارى أن لا يسكن المدينة أحد من اليهود.
في سنة1897 بدأت الحركة الجديدة لليهود تحت اسم الصهيونية لبناء دولة إسرائيل على أرض فلسطين. ومن أنبياء بني إسرائيل« اليهود» أشعيا ـ إرميا ـ حزقيال ـ دانيال. فرق اليهود: 1 ـ الفريسيون« أي المتشددون» لا يتزوجون عُبَّاد زُهَّاد. 2 ـ الصدقيون ينكرون البعث والحساب والجنة والنار والتلمود والمسيح المنتظر والملائكة. 3 ـ المتعصبون هم كالفريسيين لكنهم اتصفوا بعدم التسامح والعدوانية. 4 ـ الكتبة« النّسَّاخ» عرفوا الشريعة من خلال عملهم في النسخ والكتابة فاتخذوا الوعظ وظيفة لهم يسمون بالحكماء والسادة وواحدهم لقبه أب.
5 ـ القرَّاءون ورثوا أتباع الفريسيين لا يعترفون بالتلمود. 6 ـ السامريون هم طائفة من غير بني إسرائيل تهوَّدوا وسكنوا جبال بيت المقدس أنكروا نبوة من بعد يوشع ظهر فيهم من أدعى النبوة ولهم قبلة هي السامرة ولغة غير العبرية. 7 ـ السبئية أتباع عبد الله بن سبأ الذي دخل في الإسلام ظاهراً وهو الذي أجج الفتن وأوقدها بين الصحابة رضوان الله عليهم. كتب اليهود: 1 ـ العهد القديم وهو أقسام: ـ التوراة وفيها خمسة أسفار ـ أسفار الأنبياء المتقدمين ـ الكتابات الكتابات العظيمة وهي المزامير« الزبور» أمثال سليمان ـ أيوب
المجلات الخمس الكتب 2 ـ استيرويهوديت وهي أسطورة تحكي قصة امرأة تحت حاكم غيرإسرائيلي تستخدم جمالها وفتنتها في سبيل رفع الظم عن اليهود. 3 ـ التلمود وهو روايات شفهية تناقلها الحاخامات حتى جمعها الحاخام يوضاس سنة150 في كتاب أسماه« المشناة» أي الشريعة المكررة ـ إيضاح ما في التوراة وتفسيرها وقد تمّ شرح المشناة في كتاب اسمه جمارا فمن المشناة يتكون التلمود والذي يحتل منزلة مهمة جداً تزيد على منزلة التوراة . الأفكار: 1 ـ التوحيد لله هو الأصل عندهم 2 ـ كانوا يكثرون الشرك والتجسيم فتأتيهم الأنبياء لتردهم إلى جادة الحق 3 ـ عبدوا العجل بعد خروجهم من مصر 4 ـ الإله لديهم اسمه يهوه وهو ليس الهاً معصوماً بل يخطيء ويثور ويقع في الندم وهو يأمر بالسرقة وهو قاس متعصب مدمِّر لشعبه خاص ببني إسرائيل عدوٌ للآخرين 5 ـ عزرا« عُزَيْر » هو الذي وجد التوراة بعد أن ضاعت لذلك سمي عزرا ابن الله
6 ـ الذبيح من ولد إبراهيم هو إسحاق لا اسماعيل
7 ـ عدم الاهتمام بالبعث والخلود والثواب والعقاب في الآخرة
8 ـ التابوت هو صندوق كانوا يحفظون فيه كتبهم ومواثيقهم المقدسة
9 ـ المذبح مكان مخصص الايقاد البخور يوضع قدام الحجاب الذي أمام التابوت
أنجليكانزم هو اسم المذهب الذي تدين به الأمة الإنجليزية وهو المذهب البروتستانتي بعينه ويزيد عليه كثير من عقائد الكاتوليكية منها رتب الوظائف الكهنوتية. الأنجليكان ثلاثة أقسام: (1) أصوليون(2) وانجيليون(3) وكالفينيون. أما سبب انشقاق الكنيسة الإنجليزية عن الكنيسة الكاتوليكية الكبرى التي يرأسها البابا نفسه بروما فهو أن الملك هنري الثامن ملك إنجلترا أراد أن يطلّق امرأته كاترينة التي له منها أولاد ويتزوج( بآن دوبوليان) فلم يطعه البابا كليمان السابع فما كان من هنري الثامن الذي كان بالأمس نصير الكنيسة الكاتوليكية ضد لوتير وكلفان زعيما الحركة البروتستانتية إلا أن انضم إلى حزب الأفكار الجديدة وسمى نفسه رئيسا للكنيسة الإنجليزية ووجد من رئيس الأساقفة( كرانمر) أكبر آلة لتنفيذ نواياه فلم يؤثر هذا الحادث على الناس كما تؤثر الانقلابات الفجائية فإن فكرة الإصلاح البروتستانتي كانت انتشرت بين الناس بل أن( وكلف) الإنجليزي المتوفى سنة(1384) كان قد مهد عقول الإنجليز قبل لوتير الألماني بمائة سنة لقبول فكرة الإصلاح. فتم عمل الملك هنري وكان ذلك في(1534) ولما خلفه إدوارد السادس زاد الحركة الإصلاحية تميزا ولكن خلفته( ماري تودور) أرادت أن توقف تلك الحركة وأسالت دماء كثيرة فلم تفعل إلا زيادة حماس أصحاب الأفكار الجديدة في كراهة العقائد القديمة.
أهريمان هو في ديانة زورووأستر إله الشر وهو في حرب دائمة مع إله الخير المسمى أموزد وسينتهي الأمر بهزيمته وغلبة الخير المحضن وعلى العالم فلا يكون للشر وجود.
برهما اسم اللّه جل وعز في اللغة السنسكريتية الهندية لا كما يظنه فولتير اسم مؤسس ديانة البراهمة. فبرهما عند البراهمة هو الآله الموجود بذاته، لا تدركه الحواس، ويدركه العقل، وهو مصدر الكائنات كلها، لا حد له، وهو الأصل الأزلي المستقل الذي يستمد العالم وجوده منه.
وللهنود تثليث تخيلوه منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة. وهو مكون من برهما وفيشنووسيفا. فبرهما هو الإله الخالق، وفيشنو الإله الحافظ، وسيفا الإله الملاشي ويتمثل أصحاب هذه الديانة هؤلاء الآلهة على شكل إله واحد ويعتبرون هذه أسماء صفات مختلفة له. وجاء في كتاب( الباجافاتابورانا) وهو من الكتب الهندية المقدسة أن كاهنا توجه إلى الآلهة برهما وفيشنو وسيفا فسألهم جميعا أيهم الإله بحق، فأجابه الآلهة الثلاثة جميعا قائلين: « اعلم أيها الكاهن أنه لا يوجد أدنى فارق بيننا نحن الثلاثة. فإن الإله الواحد يظهر بثلاثة أشكال بأعماله من خلق وحفظ وملاشاة، ولكنه في الحقيقة واحد، فمن يعبد أحد الثلاثة فكأنه عبدها جميعا أو عبد الواحد الأعلى». ولكن مما يجب ملاحظته هنا أن هذا التثليث الهندي ليس له أثر في الكتب المقدسة الهندية المسماة بالفيدا، بل ولا توجد العناصر المكونة له. فسيفاليس له ذكر فيها. وقد أطلقت هذه الكلمة فيما بعد على القوة المستترة التي تلاشي الكائنات واحدا بعد الآخر أي أنها حلت محل كلمة روترا المستعملة في كتب الفيدا المقدسة. وكلمة روترا نفسها معناها الباكي وكانت تطلق على الروح الموكل بالرياح الثائرة والزوابع الهوجاء. وعليه فقد كانت تمثل شخصا رمزيا ذا معنى طبيعي محض مثلها كمثل سائر الآلهة التي جاء ذكرها في كتب الفيدا المقدسة. أما فيشنو ومعناها الداخل فهي تماثل الموقف الأعلى للشمس أي الشمس وقت الزوال حيث تخترق أشعتها كل جسم وتسري إلى أعمق جهاته. حتى أن فكرة الخالق أي صانع الكائنات ليست بظاهرة تماما في تلك الكتب ولا تدل عليها كلمة برهما نفسها التي لم تعط هذا المدلول إلا فيما بعد. كانت كلمة برهما في الأزمنة القديمة تعني الصلاة التي تصحب القربان ولا يظهر أنها كانت شيئا آخر. أما فكرة أصل أزلي أبدي فأما ليس لها وجود في الفيدا. وأما أنه ظهر جديدا بغير اسم ثابت ولا صفات محدودة. قال المسيو أميل بورنوف« كانت ديانة البراهمة في عصر الفيداليست غير رموز وكان يندر أن يكون لهذه الرموز معنى أخلاقي في تلك العصور البعيدة، وكانت لا تعني غير قوى الطبيعة التي تولد الظواهر الطبيعية، أو ظواهر الطبيعة الجامدة كالنار والحرارة والنور وحركات الهواء والأفلاك، أو ظواهر الحياة في النباتات والحيوانات. وهكذا كان الآريون في عصورهم البعيدة يعبدون الطبيعة وقواها وظواهرها فيرون إلها في كل شيء ويرون شيئا في كل إله. ولكن كيف نشأت فكرة برهما المكثرة للآلهة من خلال هذه الميثولوجيا الكثيرة الشعب والأفنان.
برهما اسم اللّه جل وعز في اللغة السنسكريتية الهندية لا كما يظنه فولتير اسم مؤسس ديانة البراهمة.
فبرهما عند البراهمة هو الآله الموجود بذاته، لا تدركه الحواس، ويدركه العقل، وهو مصدر الكائنات كلها، لا حد له، وهو الأصل الأزلي المستقل الذي يستمد العالم وجوده منه.
وللهنود تثليث تخيلوه منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة. وهو مكون من برهما وفيشنووسيفا. فبرهما هو الإله الخالق، وفيشنو الإله الحافظ، وسيفا الإله الملاشي ويتمثل أصحاب هذه الديانة هؤلاء الآلهة على شكل إله واحد ويعتبرون هذه أسماء صفات مختلفة له.
وجاء في كتاب( الباجافاتابورانا) وهو من الكتب الهندية المقدسة أن كاهنا توجه إلى الآلهة برهما وفيشنو وسيفا فسألهم جميعا أيهم الإله بحق، فأجابه الآلهة الثلاثة جميعا قائلين:
« اعلم أيها الكاهن أنه لا يوجد أدنى فارق بيننا نحن الثلاثة. فإن الإله الواحد يظهر بثلاثة أشكال بأعماله من خلق وحفظ وملاشاة، ولكنه في الحقيقة واحد، فمن يعبد أحد الثلاثة فكأنه عبدها جميعا أو عبد الواحد الأعلى».
ولكن مما يجب ملاحظته هنا أن هذا التثليث الهندي ليس له أثر في الكتب المقدسة الهندية المسماة بالفيدا، بل ولا توجد العناصر المكونة له. فسيفاليس له ذكر فيها. وقد أطلقت هذه الكلمة فيما بعد على القوة المستترة التي تلاشي الكائنات واحدا بعد الآخر أي أنها حلت محل كلمة روترا المستعملة في كتب الفيدا المقدسة. وكلمة روترا نفسها معناها الباكي وكانت تطلق على الروح الموكل بالرياح الثائرة والزوابع الهوجاء. وعليه فقد كانت تمثل شخصا رمزيا ذا معنى طبيعي محض مثلها كمثل سائر الآلهة التي جاء ذكرها في كتب الفيدا المقدسة.
أما فيشنو ومعناها الداخل فهي تماثل الموقف الأعلى للشمس أي الشمس وقت الزوال حيث تخترق أشعتها كل جسم وتسري إلى أعمق جهاته. حتى أن فكرة الخالق أي صانع الكائنات ليست بظاهرة تماما في تلك الكتب ولا تدل عليها كلمة برهما نفسها التي لم تعط هذا المدلول إلا فيما بعد. كانت كلمة برهما في الأزمنة القديمة تعني الصلاة التي تصحب القربان ولا يظهر أنها كانت شيئا آخر. أما فكرة أصل أزلي أبدي فأما ليس لها وجود في الفيدا. وأما أنه ظهر جديدا بغير اسم ثابت ولا صفات محدودة. قال المسيو أميل بورنوف« كانت ديانة البراهمة في عصر الفيداليست غير رموز وكان يندر أن يكون لهذه الرموز معنى أخلاقي في تلك العصور البعيدة، وكانت لا تعني غير قوى الطبيعة التي تولد الظواهر الطبيعية، أو ظواهر الطبيعة الجامدة كالنار والحرارة والنور وحركات الهواء والأفلاك، أو ظواهر الحياة في النباتات والحيوانات. وهكذا كان الآريون في عصورهم البعيدة يعبدون الطبيعة وقواها وظواهرها فيرون إلها في كل شيء ويرون شيئا في كل إله. ولكن كيف نشأت فكرة برهما المكثرة للآلهة من خلال هذه الميثولوجيا الكثيرة الشعب والأفنان. في الكائنات فتحيي كل شيء ألا وهي الشمس. ثم لما ارتقت فيهم خاصية الفكر فيما وراء الطبيعة بواسطة مناظر ظواهر المنطقة المحرقة التي تتجدد أمامهم كل حين احتقروا هذه الشمس المادية فأبعدوها وميزوا بين القوى المستترة التصورية وبين الأشكال المتغيرة المادية وأعلنوا: أنه لم يكن من الأزل إلا الذات الطاهرة التي لا حد لها ولا شكل، وكان كل شيء مشمولا فيها فخلقت العالم بقوة فكرها». ولكن أي شيء هذه الذات؟ قد اشتغل الكهان والفلاسفة الهنود في التعبير عنها فانتهى أمرهم بتنزيها عن الطبيعة المحسوسة حتى شخصوها بصفات وأسماء وجعلوها أسهل متناولا للكهان. فقد كانت النار التي أوقدها البراهمة معدودة من الآلهة القديمة، ولكنها لكونها ملموسة محسوسة لم تستهوهم إلى اعتبارها تلك الذات المنزهة القديمة. ثم إن إله الصلاة كان معتبرا إلها متميزا من أكثر الآلهة تجردا عن المادة، ولكنهم جردوا منه إلها أكثر تنزها وأشد تجردا وهو برهما أي الصلاة ثم جعلوه الإله المنزه، الأزلي الذي لا حد له ولا شكل الذي يصدر عنه كل شيء وهو يحتوي كل شيء. ومن هنا يرى أن الإله برهما الذي كان في المبدأ اسمه يدل على عمل معنوي محض وهو الصلاة هو آخر الآلهة البرهمية ظهورا وقد علا عليهم في أنه يدل على الأصل الأزلي الأبدي الذي يصدر منه كل شيء أما هم فلا يدلون إلا على قوى الطبيعة المختلفة. ومن هنا أيضا يرى الهنود الذين يدينون بهذا الدين أن الصلاة قوى دونها كل شيء وهي صالحة لسيادة كل شيء. الكتاب البرهمي المسمى( منافا دارفاساسترا) أي قوانين مانو هو من الكتب العظيمة الاعتبار لدى الهنود ولا يزال معمولا به في محاكمهم لا يختلف في قدسيته اثنان منهم. وقد جاء ذكر كيفية خلق الكون فيه ونحن نورده هنا مترجما عن الفرنسية قال: « في المبدأ كان الكون مغمورا في غيابة الظلام، لا يمكن إدراكه وخال من كل وصف مميز، لا يستطاع تصوره بالعقل ولا بالوحي كأنه في سبات عميق، فلما انقضى أمد هذا الانحلال تعلقت أرادة المولى الموجود بذاته، الذي لا تدركه الأبصار، بجعل هذا العالم مرئيا هو وعناصره الخمسة وأصوله الأخرى، متلألئا بالنور الأقدس قاشعا كسف الظلام الحالك أي موجدا الطبيعة. فاقتضت حكمة الذي لا يدركه إلا العقل( أي برهما) أن يبرز من مادته المخلوقات المختلفة فأوجد الماء أولا ووضع فيه جرثومة. فصارت الجرثومة بيضة لامعة لمعان الذهب الإبريز وعاشت داخلها الذات العلية على صورة برهما( المذكر) وهو جد جميع الكائنات. فبعد أن لبث برهما في البيضة سنة برهمية أي00,000,0004110,,3 سنة بشرية ، قسم المولى بمحض إرادته هذه البيضة إلى قسمين وصنع منهما السماء والأرض وجعل الجو بينهما والأقطار الثمانية والحوض الدائم. للمياه ثم أظهر بالروح العليا الشعور الموجود بطبيعته، وكان أنتج قبل ذلك الأنانية( أنا) صاحبة السيادة المطلقة. وأوجد قبل الشعور والضمير الأصل العقلي وعين الخالق الأقدس لكل كائن اسمه وهداه إلى عمله ووسائل حياته. وخلق على هذا النحو عددا عديدا من الآلهة عاملين بطبيعتهم، ومتمتعين بروح، وخلق كذلك طائفة غير مرئية من الجن، ثم شرع القربان فأظهر بالنار والخشب والشمس، لأجل أداء القربان ، عن الثلاثة فيدات الأزلية وهي ريج وياجور وساما. ثم خلق الزمان وأقسامه والمجاميع النجمية والكواكب والأنهر والبحار والجبال والصحارى إلخ. وأوجد التقوى والترف والشهوة والغضب والكلام. وفرق بين العدل والظلم، ولأجل تنمية النوع الإنساني على الأرض أنتج بفمه وذراعه وفخذه ورجله البرهمى والكساتريا والفيسيا والسوترا وهي الطوائف الأربع التي تنقسم إليها الأمة البرهمية.
جمعية من أقدم الجمعيات والمحافل الماسونية المعاصرة وذراع من أذرعتها الهدامة ولا تختلف عنها كثيراً من حيث المبادىء والغايات إلا أن عضويتها مقصورة على أبناء اليهود وحدمتها موجهة لدعم اليهود والصهيونية في العالم مؤسسها هو اليهودي الألماني( هنري جونس) من مدينة هامبورغ وقد عملوا على تأسيس مستعمرات اليهودية صغيرة في فلسطين وكانت( موتسا) أول قرية يؤسسونها عام1894 بالقرب من القُدْس مشكلين بذلك نواة الكيان الإسرائيلي الحالي وقد انضم لهذه المنظمة اليهودي سيجموند فرويد عالم النفس المشهور(1856 ـ 1939) وكان مواظباً على حضور اجتماعاتها ودورها ونشاطها لا يخرج عن تأييد اليهود فهم يستخدمون المال والجنس والدعاية المركزة من أجل تحقيق أهداف اليهودية المدمرة للإنسانية( كي تحكم هي العالم) ومن عملهم التصدي لكل من يحاول النيل من اليهود واغتيال الأقلام التي تتعرض لهم حتى يخضع الجميع لهيبتهم وقد خطفوا ( أدولف أيخمان ) النازي الشهير في عام1960 من الأرجنتين حيث أعدم في إسرائيل في31/5/1962 م، وقد قاموا على شن هجوم على هتلر وحكمه حينما جاء إلى الحكم سنة1933 وهم يتعاونون مع الماسونية والصهيونية لإشعال الحروب والفتن وقد كان لهم دور بارز في الحرب العالمية الأولى وكان لهم دور خطير في التمهيد للحرب العالمية الثانية، وقد حظيت( بناي برث) بتمثيل في الأمم المتحدة وذلك من خلال عضويتها في المجلس التنسيقي للمنظمات اليهودية ، ويتقلد زمام المنظمة رئيس ينتخب كل(3) سنوات، وهي منظمة اليهودية محور عقيدتها وتفكيرها التلمود وبروتكولات حكماء صهيون وقد انتشرت محافل هذه المنظمة في العالم.
بوذا ( البوذية) هو الاسم الديني لمؤسس الديانة البوذية ومعناه باللغة السنسكريتية العالم الذي وصل إلى درجة( البوذة) وهو العلم الكامل وعلى هذا فكلمة بوذة أو بوذا ليس باسم علم ولكنه صفة وبناء عليه وجب أن يسبقه أداة تعريف فيقال( البوذا). على أن هذا اللقب ليس خاصا بواحد بل شرع دين البوذية ليستحقه أناس كثيرون من أهل النفوس العالية. كان اسم البوذا مؤسس البوذية ( سيدرثا) وكان يطلق عليه اسم عائلته الشهيرة( ساكيا) و( غوتاما) أيضا ولما نشأ فيه الميل لنيل الكمال الخلقي رأى أن يعتزل الناس فلقب( موني) أي المنفرد( سرامانا) أي المتبتل ومن هنا سمي( ساكياموني) أي المتبتل من عائلة ساكيا( سرامانا غوتاما) أي المتبتل من عائلة غوتاما.
اختلف في العصر الذي ظهر فيه البوذا فذهبت الروايات الصينية إلى أنه وجد في القرن الحادي عشر قبل المسيح وقالت الروايات البوذية من بوذى أهل الجنوب أنه كان على قيد الحياة في القرن السادس أو السابع قبل المسيح وهو الأصح أما عن وطن بوذا بالروايات كلها متحدة على أنه كان من أهالي الهند الوسطى وكان من طائفة رجال الحرب وهو ابن ملك. فلما بلغ سنه تسعا وعشرين سنة هجر قصر والده وذهب للعبادة والتبتل. إن اتجهنا للكتب الهندية في أخذ سيرة البوذا تأدينا إلى ذكر روايات غير صحيحة وضعها أهل الغلو تعظيما لشأن صاحب ديانتهم على نحو ما يحصل لدى مغالي كل ملة ولكن الأولى لنا أن نورد سيرته مقتطفة من كتب من اقتطفها من مؤلفي أوروبا فنقول ولد البوذا في أواخر القرنالثامن قبل المسيح في مدينة( كابيلافاستو) من مدن الهند الوسطى وكان أبوه يملك تلك الأصقاع وكانت أمه بنت الملك( سوبرابوذا) ولما بلغ مبلغ الرجال تزوج وكانت آماله وقواه متجهة منذ نعومة أظفاره إلى التكمل في الأخلاق والعادات وكان يجيش بصدره من الهموم على حالة العالم مالا يجيش بصدر سواه وزادت به هذه الأفكار المقلقة حتى صارت لا تتركه في منامه. فاتفق أن خرج ذات يوم مع حاشيته من باب المدينة الشرقي ذاهبا إلى حديقة لوميني للارتياض فيها فصادف في الطريق شيخا مكسر الأعضاء يئن بصوت مزعج فصاح الأمير بسائق مركبته قائلا ما شأن هذا الرجل؟ أراه ضيئل الجسم عديم القوة قد جف لحمه وعظمه والتصقت عضلاته بجلده وابيضت رأسه وتزعزعت أسنانه ونحل جسمانه وهو يمشي بغاية النصب مستندا على هراوته ولا يكاد يسلم في كل خطوة من كبوة هل هذا الحال صفة من صفات عائلته أو هو مآل كل مخلوق في هذا العالم؟ فأجابه سائق العربة قائلا يا مولاي إن هذا الرجل أدركته الشيخوخة وقد ضعفت سائر حواسه ولم يبق له الألم حولا ولا قوة وقد استخف به أهله وتركوه بلا عائل وقد أصبح كما ترى لا يغني في العمل شيئا فيئس منه أهله وأهملوه ليموت كما تموت الخشبة في الغابة وليس حاله هذا خاصا بعائلته دون العائلات فإن كل مخلوق مصيره هذا الحال يحل لديه الهرم محل بالشبيبه. وسينتهي أمر والدك ووالدتك وجمهور آلك وخلفائك إلى الشيخوخة والعجز فلا مفر للمخلوقات من هذا السبيل فقال الأمير: أرى الإنسان في جهله وضعفه وسوء حكمه يفخر بالشبيبة ويسكر بخمرتها ولا ينظر في أمر الشيخوخة التي ستدركه. أما أنا فسأرجع أيها السائق أدر عربتي حالا إلى حيث أتيت فأنا الذي سأكون محلا للشيخوخة وآلامها لا يليق بي أن أفرح أو أمرح. ورجع من فوره إلى قصر والده. ثم بعد مضي زمان خرج ثاني مرة مع حاشية كبيرة من الباب الجنوبي للمدينة قاصدا حديقته يرتاض فيها وإذا بمريض صادفه في الطريق قد انحل جسمه المرض وبرحت به الحمى وأرهقه الخوف من الموت فصاح الأمير بسائق مركبته يسأله عن أمر هذا الرجل فلما أجابه بما ينتظر منه في هذه الحال. قال الأمير: « إذن الصحة مثلها كمثل حلم الحالم والخوف من الآلام هي بهذا الشكل الذي لا يحتمل، فأي رجل له عقل ينظر إلى ماهية أمره ثم يستطيع أن يكون له فكر في طرب أو فرح؟» ثم أمر سائق مركبته أن يلوي عنان خيوله إلى المدينة فدخلها ولم يذهب إلى حيث كان قاصدا. ثم خرج بعد انقضاء زمان ثالث مرة من الباب الغربي للمدينة قاصدا حديقة له يرتاض فيها فقابله ميت مغطى وحوله أهله يندبون ويبكون عليه. فصاح بسائق عربته سائلا إياه عن هذا الحال فأخبره فقال هذا الأمير« أواه ما أتعس الشبيبة التي كتب عليها التلاشي أمام الشيخوخة: أواه ما أتعس الصحة التي قضى عليها أن تنهدم بهذه الأنواع العديدة من المرض. وما أتعس الحياة التي لا يبقى فيها الإنسان إلا هذا الأمد القصير أواه ليت الشيخوخة والمرض والموت لم تكن أواه ليت الشيخوخة والمرض والموت كانت مقيدة فلا تعدو على أحد أبدا». ثم أضاف على هذه الجملة قوله: « ارجع بنا إلى الوراء فسأعمل فكري في وجدان المخلص». ثم خرج رابع مرة للارتياض من الباب الشمالي قاصدا حديقته فرأى متدينا شحاذ على سيماه من الوقار والسكون ما يدل على الهدوء المستفيض على نفسه فسأل الأمير سائق مركبته عنه فأجابه قائلا: يا مولاي هذا واحد ممن يدعون( بهيكسوس) ممن جافى جميع أنواع الملاذ وبعد عن كل أسباب السرور وقنع بأن يعيش معيشة الزهد والقناعة وهو يجهد في أن يملك نفسه ويقعد هواه فصار متدينا وهو كما تراه غير منغص بشهوة ولا موخوز برغبة يطوف على الناس يسألهم قوت يومه» فاستحسن الأمير هذا الكلام وقال: « إن التدين أمر قد مدحه جميع العقلاء وسيكون الدين وسيلتي ووسيلة غيري من العباد وسيكون هو لنا ثمرة الحياة وسعادتها وموجبا للخلود» وعندئذ وجد من نفسه ميلا لترك رتبته وألقابه للدخول في معمعان الدين لتخليص نفسه وبني نوعه وقد استحال ميله إلى عزيمة ثابتة لا تتزعزع فدخل على أبيه واستأذن في الانفصال إلي حيث يربى نفسه ويؤهلها للكمال فبكى أبوه واستعبر ونصحه بتغيير عزمه فأصر فشدد عليه والده قائلا سل ما شئت حتى ملكي هذا تعطه بلا مزاحم فقال أسألك أربعة أشياء وإن وهبتها لي مكثت عندك ملازما هذا القصر وهي( أولا) أن لا تنتابني الشيخوخة وآلامها( ثانيا) أن أكون طول عمري في شبيبة ناضرة زاهرة( ثالثا) أن لا يعتريني مرض أبدا( رابعا) أن لا يلحقني الموت ولا يعدو علي الفناء». فقال له أبوه الملك يا بني هذه أمور مستحيلة فسل غيرها من الممكنات فقال له إن لم تستطع هذه الأربعة فلي مطلب واحد ليس بأقل خطورة عندي من الأربعة السابقة وهو أن تحميني بعد الموت من عذاب التناسخ من جسد لجسد آخر فلما رأى أبوه إصراره على عزيمته شدد التنبيه على الحراس بعدم تمكينه من الفرار فانتهز غرتهم ليلة من الليالي وهرب وآلى أن لا يعود إلى مدينة( كابيلا) إلا بعد أن يتحصل على المكانة العليا التي لا تعتريها شيخوخة ولا موت. ووجد في طريقه صيادا فخلع ما كان عليه من ثياب خز وأعطاه إياه وأخذ ثيابه ولبسها ثم أخذ يتردد على مراكز الحكمة البرهمية كمدرسة( ارانطلاما) في مدينا فايسالي ومدرسة( الودراكما) في مدينة( رجاعربيا) فلم تطمئن نفسه للتعاليم البرهمية ولم يجد فيها ما يخلعه عن أشياء هذا العالم وهو الأمر الذي يؤديه للخلاص من أسر الشهوات والخلاص منها تؤديه إلى السكينة والسكينة تؤديه إلى أن يكون( سرمانا) أي متبتلا وهذه الحالة توصله إلى مقام( نرفانا).
الذي ولد سنة(1886) من تلك العائلة.
جزويت الجزويت
من الفرق المسيحية أسسها في سنة(1534) قسيس فرنسي يدعى¥ انياس لايولا¥.
نشأ انياس لايولا رجلا كبير المطامع محبا للشهرة والفخفخة فاتخذ صناعة الجندية سلما لأطماعه رجاء أن ينال بتبريزه فيها مقاما بين الناس محمودا، ولكنه في حصار بامبولين أصيب بكسر في فخذه قضي عليه من الوجهة العسكرية. وبينما كان يمرض في المستشفى أعطي إليه كتاب في حياة القديسيين ليطالعه في وحدته فأكب عليه وتأثر بما فيه غاية التأثر وعزم أن يتبع طريق الدينيين. فلما أبل اندفع لنيل غايته فتحنث وتبتل حتى كان يصاب بشبه إغماء يروى في أثنائه مرائي روحانية، فجال في خاطره عند ذاك تأسيس طائفة دينية ولكنه أدرك أن جهله لا يسمح له بالتطلع لهذا المركزالرفيع فأكب على دراسة العلوم وسنه ثلاث وثلاثون سنة وصار ينتقل من جامعة إلى جامعة لتحصيل الفلسفة العالية حتى نال مكانا عاليا منها. كان لوتر الألماني في هذا العهد يمهد طريق الإصلاح الديني أي البروتستانتية فأجمع انياس لايولا على معاكسته وصد الناس عن سبيله. فكان كلما أرشد لوتر إلى اعتبار العقل واستشعار الحرية في البحث والمناقشة وتأييد الحكومة الحرة المدعمة على القوانين، كان انياس يتشدد في وجوب الطاعة بلا تردد لأحكام الدين، وبتقرير حكومة مطلقة يقودها ملك فرد. فكان يرمي في تعاليمه إلى جعل أتباعه أشبه بالجنود في ساحة الوغى يجب عليهم الاستسلام لقائدهم يوجههم ويرمي بهم حيث أراد. تعرف انياس لايولا أثناء إقامته بباريس ببعض الطلاب في علم اللاهوت وهم بيبر لوفيفر ورود ريجز وفرانسوا كسافييه وثلاثة من الإسبانيين مثله وهم جان لينز ونيكولا بوباديلا والفونس سالميرون. فاجتمع بهم في15 أغسطس سنة(1534) في مكان تحت الأرض من كنيسة مونتمرتر وهنالك تعاهدوا على العفاف والفقر وإرشاد الكفار إلى الدين، وحج الأراضي المقدسي ولما كانت الحروب قائمة بين الأوروبيين والأتراك في ذلك العهد عدلوا عن الحج إلى إرشاد الكفار للدين وقرروا أن يتفرقوا في الأقطار على أن يجتمعوا في فنيز سنة(1537) أي بعد تعاهدهم بثلاث سنين ليقدم كل منهم بيانا عما فعله في تلك المدة. وفي أكتوبر من السنة التالية اجتمع لايولا ولوفيفر ولينز وشخصوا إلى روما فقابلوا البابا بولس الثالث وعرضوا عليه مشروعهم من تكوين طائفة دينية لنشر مبادىء الديانة الكاثوليكية وتأييد مركز الكنيسة الرومانية فأظهر ارتياحه لعملهم وأصدر أمره بتأسيس تلك الطائفة في17 سبتمبر سنة(1540) وسمي لايولا طائفته بالجزويت مصداقا لمشهد روحاني شهده كما قال رأى فيه الآب مع ابنه حاملا صليبا طويلا وهو يشكو من آلامه، فأوصى الآب المسيح بلايولا وأوصى لايولا بالمسيح خيرا. كان لايولا يرمي بهذه الجمعية إلى تحقيق غرضين أولهما هداية الكافرين إلى المسيحية وثانيهما تكوين جيش محارب لنصر البابا. فوضع لايولا نظام هذه الطائفة ولما خلفه تلميذه لينز غيّر كثيرا من ذلك النظام وخفف من صرامته. ينقسم أعضاء هذه الطائفة إلى خمسة أقسام: (1) الأعضاء الزمنيين وهم الذين يمكثون سنة تحت التمرين تؤخذ عليه عهود بسيطة ويشتغلون بأعمال يدوية ويؤدون الوظائف الدنيئة. (2) الأعضاء الجدد وهم شبان متعلمون معتني بانتخابهم. يحرم عليهم الاشتغال بأي درس مدة سنتين ولا تؤخذ عليهم عهود، وبعد مضي السنتين يسمح لهم بدراسة الأدب والفلسفة والعلوم فإذا بلغوا الثامنة والعشرين أو الثلاثين بدأوا بدراسة علم اللاهوت ثم عينوا قسوسا وإذ ذاك ينقطعون سنة كاملة عن كل درس أو اختلاط مع الناس وتسمى هذه السنة بمدرسة القلب وبعدها تؤخذ عليهم العهود المقررة. (3) الأعضاء المسمين بالتلاميذ هم رجال متعلمون أخذت عليهم العهود السرية المقررة ووظيفتهم الدعوة والإرشاد وقيادة الضمائر.
(4) الأعضاء الروحيون وهم أرقى من السابقين تؤخذ عليهم عهود عالية ووظيفتهم مساعدة الأساتذة. (5) الأساتذة وهم الطبقة العليا من هذه الطائفة اختيروا من خلاصة الأشياع وهم الأعضاء الحقيقيون لجماعة الجزويت العارفون بأسرار طائفتهم ولأجل أن يبلغ الرجل إلى هذه المكانة يجب عليه أن يتعهد برعاية الرهبنة وإيثار الفقر والإخلاص المطلق للبابا وأن يقبل أي مهمة تسند إليه. رئاسة هذه الطائفة تسند إلى واحد من قسم الأساتذة يشغلها مدة حياته. وعليه أن يقيم بروما وله سلطة مطلقة على أشياعه اتباعا لهذا الأصل الذي وضعه¥ انياس لايولا¥ مؤسس هذه الطائفة وهو« على كل عضو من هذه الطائفة أن يطيع كما لو كان جثة هامدة أو عصا في يد رجل هرم». ولما جاء البابا جول الثالث زاد في امتيازاتهم فجعلهم غير خاضعين لأي سلطة في الأرض إلا سلطته وسلطة رئيسهم وقد عرف الجزويت كيف يستفيدون من هذا المركز الاستثنائي فبذلوا جهدهم لتحقيق أمنيتهم وهي قيادة العالم والسيطرة على أرواحهم.
أدرع هؤلاء الناس بالصبر والحلم والمداخلات والثبات، فلم يهنو أمام كارثة ولم يتشددوا أمام جبار كيلا يكسرهم بل عرفوا كيف يدارون وكيف يتدخلون ويحتاطون بالأكابر والأصاغر كل على قدر عقله ورتبته حتى أنك كنت تجدهم مع الملوك وعند نديماتهم ومع القادة والمقودين على السواء لذلك لم يحدث حدث سياسي أو اجتماعي إلا ولهم يد فيه فكانوا يؤيدون الوزراء أو يسقطونهم. ويهيئون الثورات أو يفشلونها. ويروجون الإشاعات ويبطلونها. فكانوا هم الحاكمين حقيقة خلف كل ملك ووراء كل قائد آمر. كان مما قرره مؤسس طائفتهم عليهم من القيام على هيئة من الهيئات أنه يجب على كل منهم أن يكون رأسه منخفضا إلى الأمام غير مائل إلى أحد الجانبين وأن تكون عينه دون مخاطبه بحيث لا يراه إلا اختلاسا ويجب أن تكون شفتاه لا مفرطتين في الانطباق ولا مفتوحتين وأن لا يجعد جبهته ولا أنفه وأن يظهر مسرورا محبوبا لا حزينا عبوسا. كانت كل مجهودات الجزويت ترمي إلى غرض واحد وهو توزيع جيشهم الجرار في كل مكان بحيث إذا أعطيت لهم إشارة قاموا دفعة واحدة في آن واحد لتحقيق مراد داعيهم الأكبر.
جماعة إسلامية تقوم دعوتها على تبليغ فضائل الإسلام لكل من تستطيع الوصول إليه ملزمة أتباعها بأن يقتطع كل واحد منهم جزءً من وقته لتبليغ الدعوة ونشرها بعيداً عن التشكيلات الحزبية والقضايا السياسية، بدأت دعوتهم في الهند وانتشرت في الباكستان وبنغلادش وانتقلت إلى العالم العربي والإسلامي وانتشرت في معظم بلدان العالم، المؤسس لهذه الجماعة هو الشيخ محمد إلياس الكاندهلوي وهو من كبار العلماء وخلفه إبنه الشيخ محمد يوسف الكاندهلوي( توفي: 1965 م) صاحب كتاب حياة الصحابة وخلفه الشيخ إنعام الحسن وهو الأمير الثالث للجماعة ومن رجالات هذه الجماعة الكثير من العلماء الكبار في الهندو باكستان خصوصاً وفي العالم عموماً، وتقوم طريقتهم في نشر الدعوة على خروج مجموعة منهم لدعوة بلد ما ويأخذ كل واحد منهم فراشاً بسيطاً وما يكفيه من الزاد والمصروف على أن يكون التقشف هو السمة الغالبة عليه وعندما ما يصلون إلى القرية أو البلد التي يريدون الدعوة
بها ينتشرون داعين الناس لسماع الخطبة أو( البيان) كما يسمونه ويلتقون جميعاً يستمعون البيان من أحدهم ثم يقسمون الناس إلى مجموعات كل واحدٍ يعلم مجموعة بعض الأحكام الضرورية كالصلاة والوضوء وقراءة القرآن... ثم يندبون ويشجعون الناس على الخروج معهم في سبيل الله( التبليغ الدعوة) يوم أو اثنان أو اسبوع أو شهر أو... كل حسب طاقته ومدى تفرغه وذلك تحقيقاً لقوله تعالى: { كنتم خير أمة أخرجت للناس} ولا يتعرضون لفكرة( إزالة النكرات) معتقدين بأنهم الآن في مرحلة إيجاد المناخ الملائم للحياة الإسلامية وأن القيام بهذا العمل قد يضع العراقيل في طريقهم وينفر الناس منهم وإذا أصلحوا الأفراد واحداً بعد الآخر فإن المنكر سيزول من المجتمع تلقائياً وتقوم طريقتهم في الدعوة على الترغيب والترهيب والتأثير العاطفي وهم لا يتكلمون في السياسة ولا يتدخلون بها، ومصادرها الأساسية الكتاب والسنة وعقيدتهم عقيدة أهل السنة والجماعة وقد تأثروا بالصوفية وبجماعة النور في تركيا ومركزهم الرئيسي في نظام الدين بدهلي ومنه يديرون شؤون الدعوة في العالم والتمويل المالي يعتمدون فيه على الدعاة أنفسهم وهناك تبرعات متفرقة غير منظمة تأتي من بعض الأثرياء مباشرة أو بابتعاث الدعاة على حسابهم الخاص.
حزب البعث العربي الاشتراكي:
في سنة1953 اندمج كل من( حزب البعث) بقيادة و صلاح البيطار و( الحزب العربي الاشتراكي) الذي كان يقوده أكرم الحوراني أسموه: ( حزب البعث العربي الاشتراكي) وهو حزب قومي علماني يدعو إلى الانقلاب الشامل في المفاهيم والقيم العربية لصهرها وتحويلها إلى التوجه الاشتراكي شعاره المعلن( أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة) وهي رسالة الحزب أما أهدافه فتتمثل في الوحدة والحرية والاشتراكية. في سنة1932 عاد من باريس قادماً إلى دمشق كل من ميشيل عفلق ( مسيحي ينتمي إلى الكنيسة الشرقية وصلاح البيطار ( مسلم سني) وذلك بعد دراستهم العالية محملين بأفكار قومية وثقافة أجنبية وعملا في التدريس ومن خلاله أخذا ينشران أفكارهما بين الزملاء والطلاب والشباب وأصدر التجمع الذي أنشأه عفلق والبيطار مجلة( الطليعة) مع الماركسيين سنة1934 وكانوا يطلقون على أنفسهم اسم( جماعة الإحياء العربي) في نيسان1947 ثم تأسيس الحزب تحت اسم( حزب البعث العربي). وكان من المؤسسين: ميشيل عفلق ، صلاح البيطار، جلال السيد ، زكي الأرسوزي وقرروا إصدار مجلة باسم( البعث)، وكان لهم بعد ذلك دور فاعل في الحكومات التي طرأت على سورية بعد الاستقلال سنة1946 حتى استلم السلطة وحَكَم في سنة1963 إلى يومنا هذا. تعلن سياسة الحزب التربوية أنها ترمي إلى خلق جيل عربي جديد مؤمن بوحدة أمته وخلود رسالتها آخذ بالتفكير العلمي وطليق من قيود الخرافات والتقاليد والرجعية مشبع بروح التفاؤل والنضال والتضامن مع مواطنيه في سبيل تحقيق الانقلاب العربي الشامل وتقدم الإنسانية، يعتمد الحزب على الفكر القومي الذي ظهر وبرز بعد سقوط الدولة العثمانية في العالم العربي والذي نادت به أوربا والذي نادى به رائد القومية العربية في العالم العربي آنذاك ساطع الحصري ، ويعتمد الحزب على الفكر العلماني إذ ينحي مسألة العقيدة الدينية جانباً ولا يقيم لها أيَّ وزن سواء على صعيد الفكر الحزبي أو على صعيد الانتساب إلى الحزب أو على صعيد التطبيق العملي ويستلهم الحزب الفكر الاشتراكي ويترسم الخطا الماركسية والخلاف بينهما أن الماركسية أممية أو حزب البعث فقومي وفيما عدا ذلك فإن الأفكار الماركسية تمثل العمود الفقري في فكر الحزب ومعتقده، للحزب أعضاء ينتشرون في معظم الأقطار العربية وهو يحكم بلدين عربيين هما سوريا والعراق ويتطلعون إلى استلام السلطة في أرجاء الوطن العربي.
حزب التحرير:
حزب سياسي إسلامي تقوم دعوته على وجوب إعادة الخلافة الإسلامية معتمداً الفكر أداة رئيسية في التغيير، وقد صدرت عنه اجتهادات شرعية عديدة كانت محل انتقاد جمهرة علماء المسلمين، مؤسس الحزب هو الشيخ تقي الدين النبهاني(1909 ـ 1979 م) فلسطيني تخرج من الأزهر ودار العلوم في القاهرة وعاد ليعمل مدرساً فقاضياً في عدد من مدن فلسطين ثم انتقل إلى بيروت وأسس الحزب عام1952 وقد انتهج الحزب السرية الشديدة في العمل التنظيمي، وغاية الحزب هي إقامة الدولة الإسلامية في البلدان العربية ثم الإسلامية ثم تنتقل الدعوة عبر المسلمين إلى غيرهم ويركز الحزب على الناحية الثقافية كثيراً فهي التي توجد الشخصية الإسلامية ثم الأمة الإسلامية، ومراحل عملية التغيير في الحزب هي: 1 ـ مرحلة الصراع الفكري2 ـ مرحلة الانقلاب الفكري3 ـ مرحلة تسلم الحكم، وقد حدد الحزب مدة للوصول إلى الحكم فلم ينجح ومددها ثانية فلم ينجح أيضاً ويغفل الحزب الأمور الروحية نوعاً ما، ولا يتعرض للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأن ذلك لديهم من معوقات العمل المرحلي الآن وهو من مهام الدولة الإسلامية عندما تقوم، وقد كان النبهاني في بداية أمره على صلة بالإخوان المسلمين في الأردن يلقي محاضراته في لقاءاتهم ويثني على دعوتهم وعلى مؤسسها الشيخ حسن البنا، لكنه ما لبث أن أعلن عن قيام حزبه مستقلاً فيه تأسيساً وتنظيراً وقد ناشده الكثيرون العدول عن هذه الدعوة ومن أولئك الأستاذ سيِّد قطب حين زيارته للقدس عام1953 فقد ناقشه كثيراً ودعاه إلى توحيد الجهود لكنه أصرَّ على موقفه فقال سيد كلمته المشهورة: ( دعوهم فسينتهون من حيث بدأ الإخوان)، وقد ركز الحزب نشاطه في البداية على الأردن وسوريا ولبنان ثم امتد نشاطه إلى مختلف البلدان الإسلامية وأخيراً وصل نشاطه إلى أوروبا وخاصة النمسا وألمانية.
هو حزب تركي إسلامي يعمل على إعادة بناء الحياة وصياغتها من جديد على أساس مبادىء الإسلام وقد اختار الطريق السياسي وسيلة لتحقيق أفكاره على أرض الواقع واضعاً كل طاقاته للوقوف أمام التيار العلماني الذي سيطر على تركيا إثر زوال الخلافة العثمانية مؤسس الحزب هو نجم الدين أربكان الذي درس الهندسة الميكانيكية في استانبول وتخرج الأول على دفعته فأوفد إلى ألمانية حيث نال الدكتوراه عام1953 م، يذكر ملف الجامعة التكنيكية بألمانيا عنه: « إنه كان أثناء دراسته يكثر من شيئين: الصلاة وعمل المشروعات» وكان له نشاطات سياسية وعلمية ففي انتخابات عام1969 رشح أربكان نفسه مستقلاً عن قونية وفاز بمعظم أصواتها وذلك بمؤازرة عشرة آلاف شاب من خريجي المعاهد الدينية، وعقد نجم الدين عدة مشاورات مع الشخصيات الإسلامية البارزة وبعدها شكل مع مجموعة من أصدقائه حزب النظام الوطني في26 يناير1971 الذي اتخذ رمزاً له قبضة يد منطلقة في الهواء وأصبع الشهادة موجهاً نحو الأمام وفي ابريل1971 اصطنعت له بعض التهم حيث قدم للمحكمة التي أصدرت أمراً بإلغاء حزبه الذي لم يستمر سوى(16) شهراً مع مصادرة ممتلكاته ومنع شخصياته من العمل من خلال أي حزب سياسي آخر ومنعهم من تأسيس أي حزب جديد كما أنه لا يجوز لهم ترشيح أنفسهم ولو كانوا مستقلين، وازدادت موجة العنف والاضطراب في تركيا من أوائل1971 وقد أيقنت الحكومة حينها أن عودة الإسلاميين إلى الساحة قد يوازن الأمور، ولم يكن بإمكان
أربكان أن يتقدم للحصول على ترخيص للحزب الجديد حيث تقدم عنه كل من: 1 ـ عبد الكريم دوغر2 ـ طوهان أكيول، وتم تأسيس حزب السلامة فعلاً وبترخيص حكومي في11/10/1972 بعد انتخابات14/10/1973 شكل حزب السلامة مع حزب الشعب ائتلافاً وزارياً أحرز فيه أربكان منصب نائب رئيس الوزراء كما نال الحزب سبع وزارات هي وزارات الدولة والداخلية والعدل والتجارة والجمارك والزراعة والتموين والصناعة وسقطت هذه الوزارة بعد تسعة أشهر ونصف وانضم حزب السلامة إلى حزب الحركة وحزب العدالة لتشكيل الائتلاف الوزاري الجديد في1/8/1977 وفي5/12/1978 طالب المدعي العام التركي فصل أربكان عن حزبه بدعوى أنه يستغل الدين في السياسة وهو أمر مخالف لمبادىء أتاتورك العلمانية وفي12/9/1980 قاد الجنرال( كنعان ايفرين) انقلاباً تسلم الجيش بموجبه زمام الأمور في البلاد واعتقل أربكان مع33 من قادة حزبه وحدد يوم24/4/1981 موعداً لمحكمة عسكرية، وفي عام1985 خرج أربكان من السجن ووضع تحت الإقامة الجبرية التي استمرت حتى أواخر العام نفسه ثم حضر إلى مكة معتمراً مع بداية عام1986 وقد عاود نشاطه من جديد من خلال حزبه الجديد المسمى بحزب الرفاه، ومن كبار رجال حزب السلامة( حسن أقصاي) الذي شغل منصب وزير الشؤون الدينية، وتتركز أهداف حزب السلامة على خمسة مبادىء: 1 ـ السلام والأمن في الداخل2 ـ امتزاج الأمة بالدولة3 ـ تركيا الكبيرة من جديد4 ـ النهضة الأخلاقية5 ـ النهضة المادية، ومن أفكار الحزب أن الحكم وسيلة لمرضاة الله وخدمة للأمة وإصلاح التعليم ليكون أداة موجهة إلى الأخلاق الفاضلة وافتتاح المعامل والمصانع في الأناضول واستيعاب الشباب للعمل فيها بدلاً من هجرتهم للعمل في أوروبا مما يفقدهم دينهم وأخلاقهم وضرورة مقاطعة السوق الأوربية المشتركة وإصلاح أجهزة الإعلام لتخدم مصالح الأمة وتنمي ثقافتها والمناداة بالصناعة الثقيلة والصناعة الحربية وأثناء مشاركة الحزب في الحكم رفع شعار( مصنع لكل ولاية) ووضع الشعار موضع التنفيذ لكنه لم يمهل ليتم انجازه الذي بدأ به وقد عمل الحزب على ايقاظ الشعور الديني في تركيا وذلك من خلال الاهتمام بالتعليم الديني ودعا إلى إلغاء الربا بأشكاله والدعوة إلى عودة الحروف العربية بدل اللاتينية وبناء المساجد ومناصرة القضية الفلسطينية ، والتأكيد على أن( اليمين واليسار والوسط) هي أوجه لعملة واحدة هي العلمانية، وقد قال أربكان مرة: ( إنهم قد اتهمونا بالرجعية والتخلف لكنهم يخجلون إذا علموا أن نواب حزب السلامة في البرلمان وهم خمسون نائباً يشكلون95% من مثقفي المجلس) وتصدى الحزب للماسونية وقد دعا الحزب إلى العمل من أجل تغيير الدستور التركي الكمالي، وهناك للحزب صحيفتان هما( مللي جازيت) و( يني دور) وقد استفاد الحزب من القاعدة الشعبية التي كونتها جماعة النور( النورسية ) ويعد حزب السلامة امتداداً لحزب النظام الوطني وحزب الرفاه امتداد لهما.
حزب الله منظمة لبنانية إسلامية( شيعية) أنشئت في الثمانينات بدعم إيران واتخذت من بعلبك مركزاً لنشاطها، استقطبت الكثير من أبناء الطائفة الشيعية في لبنان ، ظهرت عملياً عند خوضها لمعارك عنيفة وشرسة مع حركة أمل الشيعية التي يرأسها نبيه بري رئيس المجلس النيابي اللبناني، وأدت هذه المعارك لانتصار الحزب ودحر قوات أمل في مختلف المناطق. أنشىء من هذا الحزب جناح عسكري لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي سمي بالمقاومة الإسلامية تمكن من تنفيذ عمليات ناجحة ضد قوات الاحتلال، اغتيل زعيمه عباس الموسوي في الجنوب عندما أغارت عليه طائرات إسرائيلية مما أدى لمقتله هو وعائلته على الفور، خلفه حسن نصر الله. وحزب الله معارض للمفاوضات التي تجري مع إسرائيل. وخاض معركة انتخابات المجلس النيابي وفاز بتسعة مقاعد في المجلس.
حماس حركة المقاومة الإسلامية نشأت هذه الحركة وبرزت في الثمانينات على إثر الانتفاضة الشاملة التي سميت« بثورة الحجارة» بفلسطين سنة(1987) وقام الجناح العسكري التابع لها والمسمى( بكتائب عز الدين القسّام) بنشاطات عسكرية عديدة أبرزها القيام بهجمات استشهادية على الحافلات الإسرائيلية في قلب إسرائيل أشهرها عمليتي تل أبيب والعفولا مما أثار ضجة في أوساط المجتمع اليهودي. مؤسس ورئيس الحركة هوالشهيد الشيخ أحمد ياسين اعتقل في السجون الإسرائيلية وهو رجل مُقعد وافرج عنه ثم استشهد وهو يؤدي صلاة الفجر بقصف من حوامة عسكرية اسرائيلية . عارضت حركة حماس خطة السلام كذلك عارضت قيام اتفاق غزة وأريحا وحصلت بعض المواجهات بينها وبين سلطة الحكم الذاتي الفلسطينية.
دائرة الروح
نشأت مسألة أخرى من نتائج مذهب ديكارت المتقدم وهي ما هي الأعمال التي تنسب للروح والأعمال التي تنسب للجسد في الكائن المسمى إنسانا؟. يذهب الفيلسوف( ستاهل) مؤسس المذهب الفلسفي المسمى أنيمسيم إلى إن الروح هي أصل الحياة والحس والعقل. وقال إن حركة الإنسان العقلية والمعنوية التي تكون شخصية تتفق مع قوته الحيوية التي تعمل أعمالها بدون شعور منا بها والجميع مظاهر للروح وآثار لها. ولكن الفيلسوف( بيير لوروكس) قال إن الذاكرة ربما كانت من عمل الجسم. والفيلسوفان( يين دوبيران) و ( بورداس ديمولان) قالا إن عمل الروح هو العلم والعقل والإرادة وأما الحس والتصور فهما عمل الجسم مثلهما مثل الهضم والإفرازات. ¥ براهين هذه الطبيعية من الفلاسفة¥ يؤسس فلاسفة هذا المذهب مسألة خلود الروح على صفة الروح الطبيعية في عدم قبولها للانحلال. فيقولون: الموت عبارة عن انحلال أجزاء الجسم المركب الحافظ لتركيبه بالأصل المسمى( حياة) ولما كانت الروح ليست بجسم وهي بسيطة غير مركبة فلا يتصور أن يعتريها الانحلال وعليه فهي لا تموت. هذا غاية ما يمكن أن يقدمه الروحيون من هذه الطبقة من الأدلة بين يدي مسألة خلود الروح وهو بعينه البرهان الذي أقامه فلاسفة اليونان والرومان والعرب مع شيء من التلاعب بالألفاظ. وهو كما ترى لا يفي بحاجة العقل العصري الذي يريد أن يرى أو يلمس ما يعتقده فهو لا يكفيه أن تقول له بأن ذلك الشيء موجود حتى تقول له وقد رأيته بعيني رأسي ولمسته بيدي أو ذقته بفمي. وقد فتح اللّه للناس براهين محسوسة من قبيل ما تصبو إليه أنفسهم وتخضع أعناقهم وسنعقد لها فصلا مستفيضا في نهاية هذا البحث. ¥ اعتراضات الفلاسفة الماديين على هذا المذهب¥ يقول الفلاسفة الماديون إن الروح عبارة عن مجموع ظواهر الشعور والعقل والإرادة، والفكر ليس هو في حقيقته إلا وظيفة عضوية مثلها كمثل جميع الوظائف البدنية الأخرى. قال غابانيس الفيلسوف الفرنسي: « لأجل أن يوجد الإنسان له فكرة صحيحة عن الأعمال التي ينتج منها الفكرة يجب اعتبار المخ عضوا من الأعضاء وظيفته الخاصة إنتاج الأفكار كما أن وظيفة المعدة والأمعاء إحداث الهضم، ووظيفة الكبد إفراز الصفراء، ووظيفة الغدد النكفية والفكية والتي تحت اللسان إفراز اللعاب. وكيفية إحداث المخ للأفكار هو أن التأثيرات تتوارد إلى المخ فتدخله في العمل كما تنزل الأغذية إلى المعدة فهيجها إلى زيادة إفرازالعصارة المعدية، وإلى احداث الحركات التي تسهل تحليلها. وقال الأستاذ بخنر الطبيعي الإلماني. « الفكر نتيجة جميع القوى المجتمعة في المخ. وهذه النتيجة لا يمكن أن ترى بالعين وما هي كما تدل عليه الظواهر إلا أثر الكهربائية العصبية».
هذا ما اعترض به الماديون على من ذهب أن للروح وجودا مستق عن وظائف الجسم ونحن مع اعترافنا بإفلاس البراهين العقلية والمنطقية عن إثبات ما ذهب إليه الفلاسفة المثبتون نقول بأن الفلسفة المادية ليست بأقل إفلاسا في موضوع البرهنة على نفي الروح. فإن قول غابانيس بأن المخ عضو كسائر الأعضاء وظيفته الخاصة إنتاج الأفكار يعتبر غاية في قصر النظر وفساد القياس. وذلك لأن الهضم وإفراز الصفراء واللعاب ليس من نوع الفكر والنظر العقلي والاستحسان والاستهجان والحب والبغض والنقد إلخ من الأعمال المعنوية. فالهضم عمل مادي محض يشبه أعمال الطبيعة ذاتها كالإنبات والتعفين والتبخير ولكن الفكر عمل معنوي غاية في السمو ناهيك أنه يحيط بالكون المحسوس ويوسعه بحثا وتنقيبا وانتقادا فأين من هذا عمل المعدة والأمعاء؟ إنا نعجب غاية العجب لا من إنكار الماديين للروح وذهابهم غير مذهب الروحيين بل لإيرادهم أمثال هذه الآراء الفارغة واعتبارها من القياسات الفلسفية الجديرة بالاحترام. إذا وقف هؤلاء الماديون موقف العجز فقالوا إنا لا نصدق بوجود شيء إلا إذا رأيناه وأحسسنا به ولم نر الروح ولم نحس بها فلا نعتقد وجودها. هذا كان أولى بهم بدل التخبط في حمأة القياسات الباطلة بالبداهة ولكن يظهر أنه يعز عليهم الظهور بمظهر العجز فوقعوا فيما هو دون العجز شناعة وسوء أثر. براهين المذهب المادي الذي يقيمها أشياعه تدليلا على أن الروح ليست إلا وظيفة بسيطة للتركيب الجسمي مستقاة كلها من علم وظائف الأعضاء. يقول هذا العلم إن الإدراك في الإنسان يكبر على نسبة كبر المخ وشكله وتركيبه الكيماوي. فالحيوانات التي ليس لها مخ أو التي لها مخ ولكن على حالة ساذجة هي من الإدراك في أخس الدركات والطفل تكون لفائف المخ لديه غير واضحة ولا تبلغ نهاية وضوحها إلا متى بلغ. وعلى قدر وضوحها تكون مقدار حركته الإدراكية وشوهد أن وزن المخ ينقص ويزيد على قدر حالة الاختلال العقلي. وقد تقرر أن البلاهة نتيجة تشوه المخ. وقد كاد يجمع الأطباء على أن الجنون نتيجة فساد في المادة المخية. وشوهد أن المجهودات العقلية تزيد جوهر المخ وتنميه
كما تزيد المجهودات الجسمية العضلات تنميها سواء بسوء.
¥ ردود المثبتين للروح على هذه الشبهات¥ يقول المثبتون للروح في ردهم على هذه الشبهات أن المخ في الحياة الحالية شرط ضروري لإنتاج الأفكار ولكن لا يصح أن يقال أنه هو نفسه المنتج لها. ويقولون إن هناك أحوالا عقلية لا يمكن أن تتفق مع شبهات الماديين منها وحدة الشخصية الإنسانية التي مظاهرها في الإنسان التعقل والذاكرة والشعور بالمسؤولية الذاتية. وكل هذه المظاهر تقتضي رباطا مستمرا بين أنانية الشخص الحالية والماضية. فهذا الرباط المستمر، والشعور بالذات بلا واسطة في وضوحه وغلبته لا يمكن تعليله بالعلل المادية المحضة. ونحن نقول لهؤلاء الماديين إن ثبوت كون المخ هو سبب الإدراك لا يدل على أن المخ هو المدرك في الحقيقة، بل الأولى أن يقال أنه آلة الإدراك كما أن العين آلة للإبصار وما قدمه الماديون من الشبهات على هذا الاعتقاد لا يقوى على دحضه. فإن قولهم: إن الإدراك في الإنسان يكبر على نسبة كبر المخ وكمال شكله وتركيبه الكيماوي هو على حد قولنا الأبصار في الإنسان يقوى على نسبة صحة عينه وسلامة أجزائها من العوارض وكمال شكلها وتركيبها الكيماوي. والسمع فيه يكمل على نسبة كمال أجزاء أذنه. ودقة تركيبها إلخ. ولكن ليس المبصر هي العين ولا السامع هي الأذن في الحقيقة. فقد تكون العين سليمة من كل عاهة ومفتوحة ولكن لاشتغال الإنسان بفزع شديد أو ألم مفرط لا يبصر من أمامه وهو يحدق إليه. وقد يكون في تلك الحالة فيصيح به أقرب الناس منه فلا يسمع له صياحا فإذا كان المبصر هي العين والسامع هي الأذن لما حدث ما نقول.
هي منظمة عالمية تقوم على سرية التنظيم وعلنية الفكرة دينية وسياسية ظهرت في أمريكا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وهي تدعي أنها مسيحية والواقع أنها واقعة تحت سيطرة اليهود وتعمل لحسابهم وهي تعرف باسم( جمعية العالم الجديد) إلى جانب( شهود يهوه) التي عرفت به ابتداء من سنة1931 وقد اعترف بها رسمياً في أمريكا قبل ظهورها بهذا الاسم وذلك سنة1844 أسسها الراهب( تشالز راسل) (1916 م) سنة1874 وكانت تعرف آنذاك باسم( مذهب الراسلية) و( الدارسون الجديد للانجيل) ثم خلفه في رئاسة المنظمة( فرانكلين رذرفورد) 1942 الذي ألف سنة1917 كتاب( سقوط بابل) ويرمز ببابل لكل الأنظمة الموجودة في العالم، وشهود يهوه يؤمنون بيهوه إلهاً لهم وبعيسى رئيساً لمملكة الله ويؤمنون بالكتاب المقدس للنصارى ولكنهم يفسرونه حسب مصالحهم وعندهم الطاعة العمياء لرؤسائهم، وهم يستغلون اسم المسيح والكتاب المقدس للوصول إلى هدفهم وهو( إقامة دولة دينية دنيوية للسيطرة على العالم) ولا يؤمنون بالآخرة ولا بجهنم ويعتقدون بأن الجنة ستكون في الدنيا في مملكتهم ويعتقدون بقرب قيام حرب تحريرية يقودها المسيح وهم جنوده يزيجون بها جميع حكام الأرض، ويقتطفون من الكتاب المقدس الأجزاء التي تحبب في إسرائيل واليهود ويقومون بنشرها، ولا يؤمنون بالروح وبخلودها ولهم معابد خاصة بهم يسمونها القاعة الملكية أو بيت الرب والأخوة الإنسانية مقتصرة عليهم دون سواهم من البشر، ويعادون النظم الوصفية ويدعون إلى التمرد ويعادون الأديان إلا اليهودية وجميع رؤسائهم يهود ويعترفون بقداسة الكتب التي تعترف بها اليهودية وتقدسها وهي19 كتاباً ويقولون بالتثليث ويفسرونه بـ( يهوه، الابن، الروح القدس ) ويمر العضو فيها بمراحل معقدة ويخضع الالتحاق بها إلى شروط قاسية وعلامتها( المينورا) وهي الشمعدان السباعي الذي هو رمز اليهود الديني والوطني ويتبنون النجمة السداسية وهي رمز اليهود أيضاً ويتبنون اسم يهوه ويكتبونه بالعبرية وهو« الإله» عند اليهود، وقد تأثروا بأفكار الفلاسفة القدامى واليونانيين منهم بخاصة، ولهم علاقة وطيدة بإسرائيل وبالمنظمات اليهودية العالمية كالماسونية ولهم علاقة تعاون مع المنظمات التبشيرية والمنظمات الشيوعية والاشتراكية الدولية، ولهم علاقة مع أهل النفوذ من اليونانيين، ولا تكاد تخلو دولة في العالم من نشاط هذه المنظمة السرية، ومركزهم الرئيسي في أمريكا حي بروكلن في نيويورك، وهم يصدرون آلاف الكتب والنشرات والصحف التي توزع مجاناً ولهم مدارس خاصة بهم ولهم نشاط كبير منه السري ومنه العلني.
عقائد القدماء في الروح والخلود
كانت الأمم القديمة عامة تعتقد في وجود الروح وخلودها. فكان الهنود ولا يزال وثنيوهم على ما كانوا عليه يعتقدون أن الروح الإنسانية نفحة إلهية وأن الإنسان متى مات تكتسي الروح بجسد نوراني شفاف لا تدركه أبصار الأحياء وتنتقل إلى الملأ الأعلى. هذا ما كان يعتقده الهنود منذ عدة ألوف من السنين وقد ثبت لدى الباحثين العصريين في الروح ما يشبه هذا بل كأنه هو. وذلك قولهم إن للروح غلافا ماديا ولكن من طبيعة أرقى لا تعدو عليه نواميس الطبيعة فلا ينحل ولا يتركب وهو الذي تخلد به الروح في العالم الثاني. وتلك أيضا كانت عقيدة جميع الشعوب القديمة الراقية. وكان المصريون يعتقدون قبل ميلاد المسيح بنحو خمسة آلاف عام بأن الموت عبارة عن انتقال من حال إلى حال أرقى منه وكانوا يقولون إن الروح بعد خروجها من الجسد تكتسي بجسد جديد ولكن أرق من الجسد الدنيوي وأرقى منه لا تؤثر عليه المؤثرات وكانوا يسمونه( كا). أما الصينيون فإنهم من أعرق الأمم في عقيدة الخلود وقد كان مشرعهم الأكبر كونفسيوس الذي كان حيا في القرن( السادس. م) يعجب بما كان موجودا قبل وجوده بعدة قرون من عبادة الأرواح وقد كان كما قال المسيو( بوتييه) في كتابه على الصين صفحة39 بأنه كان يعتقد بأن للروح غلافا جسدانيا غير الجسد العادي لا تؤثر فيه مؤثرات الفناء وكان يقول بأن الأرواح تحيط بنا من كل جانب وإن لها قدرة على الظهور لنا بمظاهر جسدية. ولما انتشرت البوذية في الصين . أما في بلاد الفرس فقد أتى رسولهم زورواستر بأصول جديدة فقد قال إن دون الروح الأزلية القديمة( يعني اللّه) روحين متضادين أحدهما يدعى أرموزد وهو المكلف بالخلق والإيجاد. والثاني أهريمان وهو مسوق للإفناء والملاشاة، وهما في تنازع مستمر. ثم أن لروح الخلق والإيجاد أعوانا من أرواح ثانوية وظيفتها أن تحفظ خلقه وتكلأهم حتى أن لكل إنسان حافظا منهم قد عهد إليه حفظه فكان عمل هذه الأرواح الحافظة ينحصر في مكافحة الأرواح الشريرة التي يبثها روح الشر أهريمان لإفساد عمل روح الخير أرموزد.
فإذا مات الإنسان صعدت الروح الحافظة إلى السماء لتتمتع بالاستقلال الأبدي. أما اليونانيون القدماء فقد عرفوا الروح والخلود أتم معرفة فقد ذكر هوميروس شاعرهم الأقدم أن روح باترو كل زارت البطل أشيل في خيمته. ذكر( موري) في كتابه السحر والتنجيم أن جمهور فلاسفة اليونان كانوا يعتقدون بأن لكل إنسان روحا حافظة له تمثلت فيها شخصيته المعنوية فكانت الأرواح الحافظة للعامة من الأرواح التي لا ميزة لها. وأما حفظة العقلاء فكانت من الأرواح العالية. وقد كان الفيلسوف تاليس الذي كان عائشا في منتصف القرن السابع لميلاد المسيح يقول بأن العالم مشحون بالأرواح والشياطين، وأنهم يجولون بين أيدينا ومن خلفنا، وأنهم يروننا من حيث لا نراهم. وكان( أبيمينيد) المعاصر للمشترع( سولون) ترشده الأرواح ويتلقى وحيا إلهيا كما جاء في تاريخه. وكان شديد الاعتقاد بالتناسخ حتى أنه لأجل أن يقنع الناس بهذه العقيدة كان يقول لهم أنه تناسخ مرارا وأنه كان فيما سبق حيا في جسد الرجل المدعو( أوكوس). أما سقراط وشايعه أفلاطون فقد وجد أن المسافة بين اللّه والإنسان بعيدة المدى فملأ الوجود بالأرواح المتوسطة زاعما أنها خلقت لتحفظ الشعوب والأفراد وتوحي إلى الناس أنباء الغيب. وقال إن الروح كانت موجودة قبل أن يخلق جسدها وهي متمتعة بالمعارف الأزلية. ولكنها لما تتصل به تنسى جميع ما تعلمه ولا تحصل عليه إلا رويدا رويدا بالتعلم والاحتكاك بالأمور الحيوية وإعمال العقل والفكر. فالتعلم في نظره هو التذكر والموت هو الرجوع إلى الحالة التي كانت عليها الروح قبل دخولها في الجسد. فهي إما أن ترجع إلى نعيم أو عذاب على حسب ما قدمت من الأعمال. ثم قال لكل روح تحفظها وتوحي إليها ما ينفعها في حياتها وعليه فيمكن أن يتوصل الأحياء لمخاطبة الأرواح وهم في هذا العالم. وقال إن روحا كانت تكلمه وترشده في جميع أموره وكان يسمع صوتها ويأتمر بأوامرها. الخلاصة أن عقيدة وجود الروح وخلودها وظهورها للأحياء في أحوال خاصة أمر عام في الأمم وكنا نستطيع أن نتوسع في الإلمام بعقائد الشعوب المنحطة فيها ولكننا عددنا ذلك من الإسهاب لأنه لما كان غرضنا من هذا البحث هو التدليل على وجودها رأينا أن نسرع في الولوج إلى لباب هذا البحث أولى من إضاعة وقت القارىء فيما لايهمه كثيرا من هذه الوجهة. مذاهب الفلاسفة اليونانيين القدماء في الروح وأدلتهم على بقائها¥ الفلسفة اليونانية على جلالة قدرها لم تخرج عن كونها كلاما في كلام لا تفي بحاجة المدارك العصرية التي تتطلب الأدلة الحسية. ولكن من الضروري الإلمام بتلك الأقوال والبراهين الكلامية تكميلا لسلسلة التاريخ الخاص بالروح، وإننا سنلم بها على عجل كما هو الواجب وكما هي رغبة القارىء فيما نعتقد. يهمه كثيرا من هذه الوجهة. مذاهب الفلاسفة اليونانيين القدماء في الروح وأدلتهم على بقائها الفلسفة اليونانية على جلالة قدرها لم تخرج عن كونها كلاما في كلام لا تفي بحاجة المدارك العصرية التي تتطلب الأدلة الحسية. ولكن من الضروري الإلمام بتلك الأقوال والبراهين الكلامية تكميلا لسلسلة التاريخ الخاص بالروح، وإننا سنلم بها على عجل كما هو الواجب وكما هي رغبة القارىء فيما نعتقد. عد الروح بعض فلاسفة اليونان بخارا، واعتبرها آخرون حرارة،عد الروح بعض فلاسفة اليونان بخارا، واعتبرها آخرون حرارة، وتخيلها قوم منهم أثيرا. أما الفيلسوف طاليس المتوفى سنة(548) ق فقد عدها أصل الحركة. أما أشياع الفيلسوف فيثاغورس المتوفي في القرن السادس ق فقد قالوا أنها وحدة قائمة بذاتها وأداة تتحرك بحركة ذاتية وإنها الإدراك. أما أفلاطون فقد رأى أن هنالك روحين أحداهما الروح العاقلة وهي الخالدة ومسكنها الدماغ، والأخرى غير خالدة ولا عاقلة وهي قسمان: غضبية ومستقرها الصدر، وشهوية ومكانها البطن.